"الطلياني" لشكري المبخوت تفوز بالبوكر 2015
وسط عرس ثقافي فخيم أقيم في أبوظبي الأسبوع الماضي ،أعلن مريد البرغوثي رئيس لجنة تحكيم " بوكر" الجائزة العالمية للرواية العربية، في نسختها الثامنة ،عن فوز الروائي التونسي شكري المبخوت عن روايته "الطلياني"، وقد حضر الاحتفال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ولفيف من المثقفين العرب.
جوائز وتقييم
تكونت لجنة التحكيم لهذا العام " بوكر" 2015 من مريد البرغوثي، رئيساً، مع عضوية كل من: بروين حبيب، الشاعرة والناقدة والخبيرة الإعلامية البحرينية. أيمن أحمد الدسوقي، الأكاديمي المصري. نجم عبدالله كاظم، الناقد والأكاديمي العراقي، وكاورو ياماموتو، الأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية.
وفي الاحتفال الذي أقيم بفندق "هليتون كابتال قراند" في ابوظبي قام بتسليم الجائزة للفائز الأول وللمرشحين على القائمة القصيرة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة. وأشار مريد البرغوثي إلى أن اللجنة قامت بقراءة الروايات قراءة ديمقراطية، مضيفاً: "لا نهتم بالمحاصصات الجغرافية ولا الجنسانية ولا العمرية، ولا نصدر أحكاماً على مكانة بلدان تظهر في القوائم أو تختفي منها ذات صدفة سنوية، ولا نصدر أحكاماً على ماضي البلاد أو مستقبلها الأدبي، فالتاريخ يعرف ما فيه ومهمتنا لا تتجاوز البتّ في منافسة محددة لسنة محددة، لكن كان على كل رواية أن تبرر كل مكوناتها كالشكل والحبكة والطول والقصر واللغة والإيقاع وتحوّلاتِ شخصياتها، كما أن القرار يتم اتخاذه أولاً بالتراضي، فإن تعذر ذلك فبالتصويت، وتكون النتيجة ملزمة".
وفي ذات الإطار بين ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، قائلاً: " إن القائمة القصيرة لهذه الدورة ذخرت بكتابات عالية في تقنياتها وتصوير شخوصها، تجارب وأجواء وأساليب سرد مختلفة تميل إلى التلميح أكثر من التصريح تسم روايات هذه الدورة التي تواصل الخطى إلى الأمام في بناء أدب روائي يصل إلى دوائر أوسع من قراء الأدب العربي".
القائمة القصيرة
كانت لجنة التحكيم قد أعلنت في 13 من شباط (فبراير) العام 2015 بالمغرب عن وصول ست روايات من السودان والمغرب ولبنان وفلسطين وسوريا وتونس للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر). والروايات هي: (شوق الدرويش) للسوداني حمور زيادة، (ممر الصفصاف) للمغربي أحمد المديني، (طابق 99) للبنانية جنى فواز الحسن، (حياة معلقة) للفلسطيني عاطف أبوسيف، (ألماس ونساء) للسورية لينا هويان الحسن و(الطلياني) للتونسي شكري المبخوت. وقد فازت رواية "الطلياني" باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً.
تقنيات فعالة
أكد أعضاء لجنة التحكيم أن نجاحات الروايات الست لهذا العام تتجلى في استطاعتها تقديم عوالمها عبر تقنيات فعالة كالعثور على إيقاع كتابيّ هادئ لتاريخ بالغ الهول والصخب كما نرى في رواية ( طابق99 )، أو عبر تقديم بانوراما لحقبة تاريخية تموج بالأسئلة في إطار فني يستطيع أن يدهش القارئ ويحمله على تصديقه كما نرى في رواية ( الطلياني)، أو حين يجد الروائي معادلاً فنياً للقسوة التي يمارسها المجتمع ضد مكوناته الأكثر ضعفاً وفقراً كما يفعل الكاتب في ( ممر الصفصاف)، أو عبر تناول منمنمات النفس البشرية في صراعها مع صرامة المقدس كما هو في رواية ( شوق الدرويش)، أو عندما ينجح الروائي في تحدي السردية المفردة حول قضية ما بتقديم النقيض الأكثر ثراء لأنه أكثر دقة في إقناعنا بتعدد الروايات داخل المجتمع موضوع الرواية كما يفعل الكاتب في ( حياة معلقة)، أو الرسم الذكي لانصهار شخصيات من خلفيات ثقافية متنافرة بينما تتماثل داخل الإطار الروائي كما في( ألماس ونساء) وتعتبر جنى فواز الحسن أصغر كتاب القائمة القصيرة (30 سنة)، وأحمد المديني أكبرهم سناً" 67 عاماً ".