لا يعني إدمان التسوق إنك بحاجة إلى شراء غرض بحد ذاته، أو التعلق بمادة معينة، وإنما يعني ذلك الشعور المُلِح بالذهاب للتسوق كما لو أنك تقومين بفعل قهري؛ لذا فهو يندرج ضمن الاضطرابات القهرية. وتتمثل المؤشرات الأولى لإدمان التسوق في القيام بذلك الفعل القهري كتقدير ومكافأة للذات على إنجاز مهما قل أو كبر. وربما تلجئين للتسوق حين تشعرين بالإحباط أو الكآبة أو تهربين إليه تحت ضغط مشاكل الحياة اليومية، أو لتحسين الحالة المزاجية على المدى القصير أو للتخلص من بعض المشاعر السلبية، مثل القلق والخوف. لكن الشعور بالسعادة الذي يسببه التسوق سرعان ما ينحسر وتطفو المشاكل، المسببة للشعور القهري في التسوق والشراء، على السطح مرة أخرى، بالإضافة إلى الشعور بالندم على إنفاق الأموال في أمور غير ضرورية. ويتفاقم الشعور بالندم في حال الوقوع في براثن الديون. وللتخلص من هذا الشعور السلبي يلجأ المريض إلى جولة تسوق جديدة، ومن ثم يدخل في حلقة مفرغة. وخلصت دراسات مختلفة إلى أنه غالباً ما يمتلك مدمنو التسوق بعض الصفات الخاصة، مثل المخاطرة والافتقار إلى الثقة بالنفس، إلا أن هذا لا يعني أن الأشخاص، الذين يتسمون بتلك الصفات، يتعرضون لخطر إدمان التسوق؛ حيث أن الإصابة بالإدمان تتطلب اجتماع عدة عوامل قد تختلف من حالة إلى أخرى. يمكن علاج إدمان التسوق من خلال العلاج السلوكي، الذي يتعلم المريض خلاله كيفية التعامل مع المشاكل ومشاعر الإحباط المسببة بطريقة أخرى غير جولات التسوق، غير أن العلاج لن يحقق نجاحاً، إلا إذا اعترف المريض بمرضه ورغب في التخلص من هذه العادة.