100 يوم بلا مخاوف.. مالذي يخيفك؟
تعمل الشابة الفنزويلية ميشيل بولار مديرة فنية، حيث تعيش في نيويورك. وتقول إنها تعاني من شخصيتها الضعيفة والمترددة في مواضع كثيرة، فهي كثيرة المخاوف، حتى من أمور بسيطة تفعلها النساء حول العالم طيلة الوقت. ولكنها فكرت أيضاً أنها إن تجاوزت بضعة أمور صغيرة، يعتبر الآخرون أن الخوف منها أمر مثيرة للسخرية، ستكون قادرة على اتخاذ خطوات أكبر وتجاوز مخاوف أكبر بحق.
فكرت بولار أن تبدأ في مغامرة أطلقت عليها "مئة يوم بلا خوف"، وقررت أن تنشأ لتنفيذ فكرتها موقعاً على الشبكة يحمل العنوان نفسه، وأن تسجل بمجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة كيف تغلبت على كل خوف مهما ضئُل حجمه كل يوم.
وتضيف بولار دافعاً جديداً يضاف إلى رغبتها بالقضاء على مخاوفها، فتبين أنها منذ أن انتقلت إلى العمل والعيش في نيويورك لم تتح لها الفرصة لتستمتع بحياتها، فهي تقضي يومها كله في العمل وتنام في عطل الأسبوع من شدة الإنهاك، وقد وجدت في هذه الطريقة وسيلة لتمتع نفسها، أما إطلاق الموقع فكان حافزاً لأنها بدأت تتواصل مع أناس كثيرين يشاركونها نفس متاعبها من عمل وإنهاك ومخاوف أيضاً.
رغم ذلك لم يسلم الأمر ممن سخروا منها، وقيل لها هل تعتبرين هذه مخاوف حقاً! كان رد بولار واضحاً "إنها مخاوفي، وقد تكون عادية، لكني إن استطعت تجاوز العادي المثير للسخرية فلا بد أنني سأستطيع تجاوز الأكبر والأكثر تعقيداً".
وتضيف" مهما بدت لك تجربتي سطحية ومهما بدت لك مخاوفي سخيفة فإن الفكرة بحد ذاتها قد تُلهم كثيرين غيرك".
الجيد في تجربة بولار أنها استطاعت أن تدرك مخاوفها، الكبيرة والصغيرة، فهي تعرف الآن مم تخاف. إنها تخاف من صبغ شعرها مثلاً ومن إزالة شعر جسمها بالشمع الساخن، ومن أن تدخن ومن أن تتكلم في مكان عام أمام الناس وتعبر عن نفسها، وتخاف من التبرع بالدم ومن ثقب أذنيها لوضع حلق....إلخ
أما أنت فماذا تعرفين عن مخاوفك فعلاً، ما صغر منها وما كبر. هل فكرت بوضع قائمة بالمخاوف التي تنتابك ولماذا تحسين بذلك. إنها فرصة أن تجربي المشروع نفسه، فهو طريقة في التعرف على الذات، مم تخاف وإلى أي مدى يمكن أن تواجه متاعبها، هل أنت شجاعة؟ هل أنت مغامرة؟ هل تحبين التجريب أم أنك تفضلي الروتين؟ هل أنت قادرة على أن تكوني وحدك ومستمتعة بوحدتك؟
كل هذه أسئلة ربما يجدر أن تحاولي الإجابة عليها بالطريقة التي تناسبك، لقد قال الفيلسوف اليوناني أرسطو تلك العبارة الشهيرة التي قد تكون القاعدة الأولى في فن الحياة على هذه الأرض "إعرف نفسك". فهل تعرفين نفسك؟