إذا كنت تحاولين تهدئة طفلك الخائف، أو حتى تأنيب الطفل فإياكي وهزه بقوّة؛ حيث قد تُلحق هذه الطريقة الشائعة بالطفل أضراراً جسدية وذهنية جسيمة، تصل إلى حد الوفاة. وإذا كان الطفل الذي تهزينه رضيعاً في محاولة منك لإسكاته فقد يصاب بما يعرف بمتلازمة الطفل المرتج (Shaken Baby Syndrome)، التي تحدث نتيجة لهز رأس الرضيع خلال الستة أشهر الأولى من عمره، ترجع إلى ضعف عضلات مؤخرة الرقبة بالنسبة للرأس الكبيرة. وإذا تم هز رأس الرضيع جيئة وذهاباً، فقد تتمزق الأوعية الدموية بين السحايا اللينة والصلبة، ما ينجم عنه كدمات وتورمات بالدماغ. بالإضافة إلى إمكانية حدوث نزيف بشبكية العين أو تلف الخلايا العصبية أو إصابة العمود الفقري، ما يهدد بتأخر النمو الحركي وصعوبات التحدث والإصابة بالعمى أو الشلل أو الصرع أو حتى الموت. ولتهدئة صراخ الطفل، يوضع الطفل على ظهره في سريره وغلق باب الغرفة وتركه يهدأ وحده، أو اللعب معه بالألعاب التي تجذب العين باللون والحركة. مع ضرورة اللجوء إلى الطبيب في حال بكاء الطفل لمدة أكثر من 2 إلى 3 ساعات يومياً أو إذا كان الطفل يبدو مريضاً. أما الطفل الأكبر من هذا العمر والذي تحاول الأم هزه لإسكاته أو عقابه فقد يصاب أيضاً بحالة مشابهة، إضافة إلى تنامي الشعور النفسي بالخوف والاضطراب من وجوده حول من قام بهزه بشدة، وهناك حالات كثيرة تسبب فيها هزّ الطفل بعنف من خلال مسكه من يديه أو كتفيه أو رأسه - الأمر الذي يعتقد الآباء انه أخف وطأة من الضرب- في وفاة الطفل أو حدوث إعاقة مستديمة لديه، ولا تنسي ان الإعاقة قد تكون جسدية أو ذهنية أو حتى نفسية، ومن الصعب علاجها. فبدلاً من المخاطرة بالهز للعقاب، ما رأيك بالتفاهم باللغة والتأنيب ربما برفع وتيرة الصوت والمخاصمة والتجاهل، لكن ليس الضرب ولا الهز.