المرأة العربية أكثر حرية في دبي من بلادها
لا يخفى على أحد تميز مكانة المرأة الإماراتية في بلادها وتحررها، ولا يخفى كذلك أن هذا لم يكن بالأمر السهل التحقق، بل جاء بتخطيط وقرار تمّ تجسيده من خلال المؤسسات والقوانين. ولنضف إلى ذلك استعداد المجتمع نفسه للتخلص من أفكار وأعباء كثيرة ما زالت تثقل كاهل المرأة العربية جارة الإماراتية في البلاد القريبة.
وفي الحقيقة إن ما حققته الإمارات للمرأة المواطنة ليس بأقل مما منحته للمرأة المغتربة فيها. فليس سراً أن كثير من النساء من بلاد مجاورة في دول الخليج عموماً، والسعودية بشكل خاص، يجدن متنفساً في دبي لممارسة حياتهن براحة اجتماعية أكثر، وممارسة الحياة اليومية باسترخاء أكبر من حيث العمل والدراسة وقيادة السيارة والتنزه والذهاب إلى السينما والجلوس في المقاهي والمطاعم بحرية وعدم تغطية الوجه أيضاً.
ولا يقل الأمر عن ذلك فيما يخص النساء اللواتي يأتين إلى العمل في الإمارات من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، إذ يجدن الراحة الاجتماعية في دبي أكبر لعدة أسباب. فالمجتمع الإماراتي يتقبل الآخر المختلف عنه، ويحترم خصوصية المجتمعات الأخرى، ولا يفرض شروطاً صعبة لا في الملبس ولا السلوكيات العامة إلا تلك المتفق عليها عند كل الشعوب من احترام للدين والحياء والأخلاق العامة.
وإن كان الاعتقاد الشائع أن المرأة في بلاد الشام اكثر استرخاء في حياتها الاجتماعية من الخليج، فقد أثبتت دبي عكس ذلك تماماً. فكثير من الصبايا من الأردن وسوريا وفلسطين بل ولبنان يجدن أن حياتهن الاجتماعية تحسنت كثيراً في دبي، بل ويلاقين صعوبة لدى العودة لزيارة الأهل في الصيف، بعد أن اعتدن على نمط الحياة في الإمارات.
لا تواجه المرأة العربية صعوبة في الترقي في وظيفتها في الإمارات، وفي الحصول على وضع يناسبها والاستقلال بنفسها، كثيرات يعشن بمفردهن في بيوتهن من دون أي تحفظات اجتماعية، وهذا أمر لا يتاح لهن في بلادهن.
ما توفره الإمارات والذي يمكن رؤيته على أرض الواقع هو الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي للمرأة والمساواة في الفرص والأجور، وهي وصفة طالبت وتطالب فيها المرأة العربية بل والأوروبية والأميركية والصينية أيضاً، وهي شروط تكافح نسويات العالم لتطبيقها.
لا نقول إن وضع المراة هو المثالي في الإمارات، فما زال هناك الكثير ليتم تحقيقه أيضاً، لكن ما يوجد الآن على أرض الواقع هو حلم أصبح حقيقة، نسبة معتبرة من النساء في مواقع قيادية، ومساواة واضحة لا لبس فيها، ومؤسسات لدعم التوازن وتكريس هذه المساواة والعمل عليها، واحترام للآخر المختلف وقبول للعادات الاجتماعية المختلفة. خلطة سحرية لا يمكن العثور عليها إلا في دبي.