رمضان بعد أيام: ثمانية قرارات لا بد منها
في بداية كل عام، تضعين قائمة بأهم الأمور التي تطمحين لإنجازها خلال شهور السنة، وتعودين لمراجعتها آخر العام. في الحقيقة إن حياة الإنسان قابلة دائما للبدايات، فالزمن دائري، هذه الحلقة كل نقطة فيها يمكنها أن تكون بداية جديدة في أي وقت.
لكن يحتاج الإنسان إلى الشعور أن الجميع يبدأ بداية جديدة، وأنه يشارك العالم صفحة بيضاء بشكل ما، مما يعطيه الحماس والأمل والرغبة في الاستمرار، وهذا هو الإحساس الذي يمنحه أول العام الجديد، وهو إحساس مماثل لما نشعر به لدى اقتراب رمضان.
فرمضان ايضاً بداية جديدة، ولكن لماذا؟ وكيف يمكنه أن يكون بداية جديدة.
المشكلة الرئيسية في مجتمعاتنا أنها فهمت رمضان على نحو خاطئ حين حوّلته إلى شهر التمتع بأطايب الطعام والسهرات في المقاهي والخيم الرمضانية، بينما هو على العكس من ذلك شهر خُصص للزهد في المتع والعلاقات الاجتماعية، وهو دعوة إلى التركيز على عادات النفس ورغابتها والانصراف عن العلاقات الاجتماعية بما فيها من مجاملات وتكلف.
وإذا قسنا ذلك على القيم المسيطرة الآن، فإن أهم قيمة علينا التخفيف منها هي الاستهلاك، استهلاك المواد الغذائية، أو الهوس بشراء الملابس، أو السهرات اليومية، أو حتى استهلاك عواطفنا وطاقتنا النفسية في الركض وراء الأمور المادية المنهكة.
ربما تحتاجين إلى ورقة وقلم فأنت على موعد بعد أيام مع تصفية الذات، وربما إراحة الذهن والجسد في وقت واحد.
سنساعدك في كتابة بعض القرارات، فخذي منها ما يناسبك وأضيفي عليها ما ينقصك.
أولا: التحدي الأول ضعي ميزانية لبيتك أقل من الشهور الأخرى في رمضان، فمن المفروض أن تخففي استهلاكك لا أن تزيديه.
ثانياً: خففي من تناول اللحوم وركزي على الخضروات والفواكه، وشجعي عائلتك على ذلك، لتنقذي جسدك لمدة شهر من السموم والأطعمة الدسمة. وهذا يساعد أيضاً في تصفية الذهن.
ثالثاً: لا تجعلي كل الشهر عزائم وتلبية دعوات على الأفطار والسحور، ربما تقومين بدعوة واحدة لكل العائلة الكبيرة، وكفى. لا تقلقي من لوم الآخرين، هذا الشهر ليس للولائم، وهو قرار سليم سيحترمك الجميع عليه وإن اختلفوا معك. فلا تضيعي الوقت في الزيارات، لديك طيلة العام لتلبيتها.
رابعاً: لا تستسلمي لإغراء التلفزيون والدراما، إن كنت تحبين أن تخصصي سهرة عائلية كل يوم فيكفي مسلسل واحد فقط، ولكن تذكري كلها مسلسلات تعاد طيلة السنة ولن يفوتك شيء منها.
خامساً: لا تجعلي من الصيام حجة للكسل والتهاون، فتخففي من الرياضة والعمل، بل حاولي التركيز أكثر وتحدي نفسك وإعطاء كل طاقتك. تذكري أن الأيام الثلاث الأولى هي الصعبة وبعدها يصبح الصيام أمراً سهلا.
سادساً: ضعي برنامجاً قسمي فيه وقتك، كم من الوقت لقراءة القرآن كل يوم، وكم من الوقت للعمل، وكم من الوقت للصلاة في الليل وهكذا. البرنامج ضروري لأنه تدريب على الالتزام، ويحميك من التهاون في أي من واجباتك.
سابعاً: راجعي نفسك وحياتك. ضعي قائمة بمشاكل تريدين حلّها وعيوب تريدين التخلص منها وخلافات تودين تسويتها.
ثامناً: تحدي نفسك، وعلّي درجات الاختبار، اعرفي امكانياتك وإلى أي حد يمكنك السيطرة على غضبك وجوعك وأعصابك ورغباتك.
اقرأي أيضاً:
عادات صحية تتبعها نساء العالم...اسرقيها
حملة خلع الحجاب في مصر..إلى العنف سر
فرس البحر ..بيوت دبي الطائفة على الماء