اسمها ندى سلامة، عازفة ناي مصرية من كفر الشيخ، قبل يومين ملأت صورها الفيسبوك وهي تعزف الناي على المقاهي الشعبية، وبكى عليها أصدقائها في مراثٍ على صفحاتهم. الخبر الذي ذكر أنها انتحرت كسر كثيرين من أحبائها، وبدأت قصة حياتها كعازفة تنشر في المواقع الإخبارية. من حق ندى أن تنشر حكايتها فلكل إنسان حكاية تستحق أن تُروى، لكنها كانت تريد حكاية وشهرة في وقت واحد، من غير ذلك ستبقى عازفة على الناي مجهولة ولم نسمع بها من قبل. نشر الخبر في البداية صديق مقرب منها هو الشاب المسرحي المصري علي قنديل الذيي أخبرته شقيقتها أن دفنها قد تم وأنهم لم يفتحوا عزاء بسبب صدمة انتحارها. وبعد مرور يومين من النواح عليها، ظهرت هي، ووضعت بوست على صفحتها تعلن أنها حية. وتصف نفسها بـ "الوسخة". إذن كانت ندى تمزح، مزحة عادية، لقد ادعت فقط أنها ماتت. ما الذي يجعل أي إنسان يزيف خبر وفاته، مثل هذه الأمور يفعلها إما المرضى النفسيون وهم معذورين في هذه الحالة، أو أفراد العصابات الكبيرة الهاربين من العدالة والقادرين على تزييف هوية جديدة لأنفسهم. لا يوجد ما يبرر ما قامت به هذه الشابة سوى مشاكل نفسية وديون تتهرب منها تصل قيمتها إلى سبعين ألف جنية كما بين صديقها قنديل الذي شرح أنها خدعته كما خدعت غيره. لكن إعلانها أنها حية يدل على أنها كانت بحاجة فقط إلى لفت أنظار الأخرين لها وأنها تتوسل الاهتمام والشهرة. مثل هذه الأمور كانت ستمر بشكل خافت أكثر لولا السوشال ميديا أي وسائط التواصل الاجتماعي، فقد أتاحت للجميع فرصتهم في أن يصبحوا مشاهير، منهم من فعل شيئاً مفيداً ليكون مشهوراً ومنهم من قام بنشر صوره عارياً ومنهم من ادعى أنه ميت. نجحت ندى، أصبح لديها صفحة "فانز" وتلقت آلاف الإعجابات على اعترافها بأنها حية. وصرا لديها فجأة آلاف الفولورز على تويتر. الجميع الآن يمكن أن يكون "سيليبريتي" أهلا بك في عالم الشهرة. كيف تشعر ندى الآن وأضواء الشهرة باتت مسلطة عليها؟