قصة واقعية: من منكما أمي؟
مسألة اليوم تجسد مأساة طفلة تعاني من التشويش الذهني والاكتئاب المزمن والتخلف الدراسي الذي ظهر في كتابتها للجمل بطريقة عكسية، وكتابة حروف الكلمات غير مشبكة رغم أنها بالصف الرابع الابتدائي.
لكنها صارت مشوشة اجتماعيا ونفسيا ودراسيا والسبب أنها تعيش ضحية آباء لكنهم أغبياء نعم أغبياء في تصرفاتهم أغبياء في تلاعبهم بمشاعر ونفسيات أبنائهم وبناتهم أغبياء في استخدام الطفل أداة انتقام من الطرف الأخر.
تقول حنان: طلقني والد البنت منذ 3سنوات لكنه ما تواني أسبوعيا خلال فترة طلاقنا أن يغرس في ذهن ابنتنا أن أمها الحقيقية لست أنا بل زوجته الجديدة ويجبر ابنتي أن تقول لها يا ماما، ليلاً نهاراً أثناء الإجازة الإسبوعية وإن أخطأت الطفلة يوما ونسيت ولم تنفذ ما طلبه والدها عاقبها وخاصمها وحرمها من اللعب . فإذا عادت للبيت جلست عندي واجمة شاردة بقية الأسبوع وتسألني مرات كثيرة : هو ممكن يكون للواحد أكثر من أم ؟ هو مين اللي ولدتني؟ أنت ولا ماما (سعاد) ؟ أنا بحب بابا لكني لا أعرف وأصدقه.
"مين فيكم أمي الحقيقية؟بابا يقول إنك طلبت الطلاق ولا تحبيه ولا تحبيني لأنك لو تحبيني ما حرمتيني منه يعيش معانا وإنك تحبي واحد تاني لكن ماما الثانية تحب بابا وهي ماما الحقيقية .. ويقول إن ماما ( سعاد) أحسن منك وهي أمي الحقيقية".
كنت أسكت وأفوت كثيرا مما تقوله البنت لكن عندما فوجئت بتدني مستواها الدراسي سارعت بها لطبيبة نفسية بعد شكوى المدرسات بأن ابنتي سارحة شاردة وتتصرف بالعكس في كل الأمور حتى الألوان بدأت تتلخبط فيها . فقالت لي الطبيبة إن ابنتي تعاني من تشويش ذهني كبير بسبب تشويه والدها لصورتك كأم بنفس الوقت الذي يحسن فيه من صورة زوجة الأب ويجبرها على كلمة ماما مما يصطدم مع فطرة الطفلة التي تعرف أنك أنت أمها الحقيقية لاعتبارات نفسية عديدة. والطفلة تشوشت نفسيا وذهنيا فلا تعرف من منكم على صواب ومن على خطأ .. وأضافت الأم : طلبت الطبيبة الأب لتجلس معه وتوجهه لكنه رفض مما عرقل علاج ابنتنا. لذا لجأت لاستشارتكم سيدي.
اتصلت شخصيا بالأب وطلبت منه الحضور وبعد أن طرحت عليه حالة ابنته سألته لماذا تشوش عليها وتؤثر على ابنتك بهذا الشكل؟
رد الأب قائلا: أنا ما قصدت إلا الخير لابنتي فهذه الأم منذ أن طلبت الطلاق وفرقت الأسرة ما عادت تصلح أن تكون أما. صحيح أنها لم تقصر في العناية بالبنت وتعليمها وحتى لم تثقل على في نفقة البنت وتلبسها أحسن الثياب وتهتم بها، لكن قلبي متحامل عليها بعد أن طلبت الطلاق مني، وأتمنى أن تحب البنت زوجتي الحالية أكثر من أمها وتطلب في يوم من الأيام أن تبقى عندي وتتربى في حضانتي .
قلت له: عرفت الآن الهدف من اجبارك للبنت على أن تقول لزوجتك الجديدة (يا ماما) .الهدف هو الانتقام من أمها لأنها طلبت الطلاق منك وبذلك جرحت كبرياءك كرجل .