لا يغيب الفن عن ليالي رمضان وأيامه في أبوظبي، وها هو "سوق الفن" -المعرض السنوي الذي يقصده محبي شراء الأعمال الفنية بأسعار معقولة- يفتتح ويستمر حتى نهاية الشهر، ولمحبي اقتناء الأعمال يمكنهم زيارة المعرض في غاليري "الإتحاد للفن الحديث". فكرة المعرض لا تقام للمرة الأولى فقد شهدتها صالة الغاليري أيضاً في العام الماضي، وتقوم على عرض أعمال لعدة فنانين والترويج لها لإعطاء الفرصة للفنان ليصل لأكبر جمهور ممكن، وبالمقابل إتاحة الفرصة لمتذوقي الفن التمتع بمشاهدة أعمال من شتى الاتجاهات التشكيلية، ولمحبي اقتناء اللوحات بأن يشتروا لوحة جميلة بسعر معقول. كما يجمع المعرض أعمال تقليدية مع أعمال معاصرة، إذن يمكن للمتفرج أن يشاهد الأعمال التي تنتمي للفن الإسلامي والتي تناسب الأجواء الرمضانية، وفي الوقت نفسه يمكنه مشاهدة أعمال الفن المعاصر المختلفة. وفي مجموعة هذا العام هناك عدة أعمال من "غاليري الإتحاد للأنتيكات"، إذ تعرض مجموعة من الحروفيات في "سوق الفن" في أبوظبي، والهدف من ذلك توسيع حالة التنوع الموجودة أصلاً في المعرض، لاجتذاب جمهور من أذواق مختلفة وخلق حالة تفاعلية بين مدارس فنية متعددة. في المعرض كذلك أعمال بتقنية الطباعة الرقمية، وصور، وفن تجميع وأعمال من الفخار. مثلا هناك عمل للفنان الأستاذ في الجامعة الأميركية في الشارقة بريان دوغان مصنوع من الطين ومواد أخرى مختلطة معروض بقيمة 300 درهم، بينما تصل بعض الأعمال إلى ألف وخمسمئة درهم مثل لوحة الفنانة الفرنسية كارين روش المقيمة في الإمارات أبوظبي، هناك أيضا عمل للفنان اليوناني يانيس روساكيس المقيم أيضاُ في أبوظبي وهو عبارة عن تصوير رقمي سيريالي. إذن فهناك تنوع فني منبثق من كوزموبوليتانية الإمارة نفسها، ومع تعدد جنسيات الفنانين المشاركين تتراوح وتتمايز كذلك مدارسهم الفنية وأدواتهم. فرصة فنية لا تفوت في شهر رمضان الكريم، زيارة المعرض وفعل شيء جديد في رمضان له علاقة بالفن من الأمور الغير معتادة والتي تشعر المرء بالكثير من التفاؤل.