رغم مظاهر المحافظة.. السعوديات يعانين من التحرش ويطالبن بقانون
رغم كل مظاهر المحافظة والفصل بين الرجال والنساء في المملكة العربية السعودية، إلا أن تسجيلات اليوتيوب التي تظهر بين فترة وأخرى، تُظهر أن حالات التحرش بالنساء في الأماكن العامة في تزايد.
الأشهر القليلة الماضية شهدت حوادث مختلفة، وباستخدام كاميرات الهواتف يصوّر المواطنون حالات التحرش وينشرونها على يوتيوب. (شاهدي الروابط أسفل المقال). وباستخدام التسجيلات نفسها تعثر الشرطة والهيئة على المتحرشين.
في السعودية حيث المرأة ترتدي الزي الكامل والأسود وتغطي وجهها وربما يديها في كثير من الأحيان، يتم التحرش بالنساء وهن بهذه الملابس المحتشمة، مما ينفي تماماً فكرة أن الملابس التي ترتديها المرأة هي التي تغوي الرجل بالتحرش بها، ويُظهر أن المشكلة فعلا لدى الرجل نفسه الذي لا يحترم خصوصية وجودها في الأماكن العامة للتسوق أو قضاء حاجة أو حتى للتنزه.
وفي السعودية أيضاً ثمة "هيئة الأمر" التي تعمل عمل الرقيب على السلوك الاجتماعي في الأماكن العامة، وكلما ظهر فيديو يوتيوب يبين وجود امرأة تقود سيارة أو شاب يعاكس الفتيات، تعلن الهيئة عن بحثها عن الأشخاص الظاهرين في الفيديو.
وفي السعودية تمنع المرأة من قيادة السيارة، ويفصل بين الرجال والنساء في كل مكان، ولا يوجد مواصلات عامة تجمعهما. ورغم كل ذلك فإن الأصوات ارتفعت مؤخراً مطالبة بوجود قانون رادع لظاهرة التحرش بالنساء. فأرقام وزارة العدل سجلت 3982 حالة تحرش جنسي على مدار العامين الماضيين. غير أن ذلك الرقم يتضمن أيضاً حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب.
في هذا الوقت طالبت أصوات ناشطين وناشطات وكتاب ومواطنين مستخدمين لتويتر وفيسبوك، بقانون صارم وقوي يحدد ما هو التحرش الجنسي ويعاقب عليه عقوبة رادعة.
اشتدت لهجة المطالبين بعد آخر فيديو، وفيه يظهر التحرش بفتاتين تركبان دراجة في جدة، المفارقة أن المستشار القضائي يحيى الشهراني، صرّح لموقع "سبق" الإخباري، أنه يعتقد أن السيدتين تصرفتا بطريقة "مثيرة ومغرية". مضيفاً أنه سيكون من الظلم التحقيق وربما إحالة الرجال إلى المحاكمة "بدون اتخاذ نفس الإجراء حيال من قام بالإثارة والإغواء، وهما الفتاتان".
وألقى الشهراني باللائمة أيضاً على أولياء أمور السيدتين الذين سمحوا لابنتيهما بالتواجد في مكان عام وحولهما شبان.
إذن فالأفضل ألا تخرج المرأة بتاتاً من البيت لكي لا تتعرض للتحرش ولا تثير الفتن، فأي منطق هذا!
المفارقة الأخرى، أنه ورغم كل القيود الاجتماعية والقانونية وقائمة الممنوعات التي تبدأ من اللباس ولا تنتهي عند السفر أو قيادة السيارة أو الزواج أو حتى إجراء المرأة لعملية طبية، إلا أن المرأة تتعرض للتحرش وانتهاك الخصوصية بشكل بات فاقعاً ومحزناً.
شاهدي حالات التحرش في السعودية