صفحة فيسبوك تنحّف البدينات بالفوتوشوب: عدائية أم ملهمة؟
منذ مدة أصبح هناك رد فعل عكسي عند صاحبات الوزن الزائد، فبدلاً من السعي لتخسيس الوزن أصبحن يظهرن معتدات بأجسادهن الممتلئة. وأصبح هناك عارضات شهيرات من صاحبات الوزن الكبير ونجمات...إلخ
الاعتراض هنا بالطبع لا يتعلق لا بالجمال ولا بفرض مقاييس له، وإنما بعدم تشجيع الفتيات على تبني الوزن الزائد أو الاقتناع به، فهو خطر على الصحة النفسية والجسدية.
فمن جهة تعد البدانة السبب الرئيسي لأمراض الضغط والسكري والكوليسترول والقلب، كما تؤثر على فرص الإنجاب والحمل. ومن جهة أخرى تؤثر على شعور المرأة بالرضا عن نفسها والثقة بها والشعور بالسعادة والخفة، وتحرمها من كثير من الأنشطة اليومية.
لهذه الأسباب قامت صفحة في الفيسبوك بعمل فوتوشوب لكثير من الشهيرات البدينات، وتخيلتهن نحيفات، وذلك ليتاح لهن فرصة مشاهدة أنفسهن وهن نحيفات ورشيقات، بهدف تشجيعهن على خسارة الوزن.
الفوتوشوب هنا يبدو كما لو كان عملية تجميل كاملة أجريت للشابات، وأنهن فقدن من خلالها كل الوزن الزائد، وقد قامت المجموعة التي تطلق على نفسها "مشروع الرمح" بتنحيف مجموعة من النساء الشهيرات صاحبات الوزن الزائد، وتلقت على فعتلها هذه انتقادا شديداً، وتأنيباً لاعتقاد الجميع أنها تتدخل فيما لا يعنيها وتحقّر من المرأة صاحبة الوزن الزائد وتقلل من أهمية نجاحها.
في الوقت نفسه، بررت "مشروع الرمح" ذلك بأنها تحاول أن تقدم لهؤلاء النساء تصوراً صحياً ومرئيا لهن عن أنفسهن في حال خسرن الوزن، كما توضح لهن كم سيكن أجمل من دون وزن زائد، والفرق بين أجسامهن الآن وأجسامهن بعد التخلص من الدهون الزائدة.
ورغم أنها أزعجت كثيرين، لا تبدو أهداف المجموعة عدائية أبداً، بل كان الدافع في المقام الأول هو التشجيع على الوزن الصحي، وعدم إعطاء الدافع للفتيات الأخريات، اللواتي يعتبرن هؤلاء النجمات قدوة، في أن يتركن أنفسهن للبدانة وأخطارها على الجسم.