ما العمل؟ لا أستطيع تجاوز ماضي زوجتي
وصلتنا هذه الرسالة من أحد أصدقاء "أنا زهرة" يطلب النصيحة: "حين كنا في شهر العسل ظللت أسأل زوجتي عن علاقاتها السابقة وألح في السؤال، في الحقيقة لا أعرف سبب إصراري وملاحقتها، أعطيتها كل الوعود أنني لن أغضب ولن أنزعج، حتى صارحتني زوجتي بعلاقة سابقة لها، وقالت إنها ارتاحت بعد ان أخبرتني، إذ تريد أن تبدأ معي بداية صادقة في كل شيء وأن أعرف عنها كل شيء. ولكن زوجتي ارتاحت بمصارحتي، بينا أنا انقلبت حالي كلها ودخلت في نار لا أستطيع التخلص منها. أظل أفكر في علاقتها السابقة، وأشعر ليس فقط بالغيرة بل بالغضب، وبأنها خانتني حتى وإن لم أكن موجوداً في حياتها من قبل. ماذا أفعل؟ لقد أصبحت أتجنبها كثيراً وأشعر أني حانق عليها ولا يمكنني التحكم بمشاعري وأفكاري عنها، ما العمل؟ أحياناً أريد أن أعيش معها حياتي الزوجية بشكل طبيعي، وأحيانا أشعر برغبة في تطليقها، وأحياناً أريد معاقبتها بطريقة ما؟".
هذا هو ردنا على الصديق علي:
القارئ العزيز شكرا على ثقتك بنا، وفي البداية أحب أن أقول لك أن ليس هناك فتاة في عصرنا لم تجرب الحب أو تقع فيه أو تعيش قصة عاطفية خاصة بها. إننا في عصر مفتوح، الرجال والنساء يلتقون في أماكن كثيرة أثناء الدراسة والعمل وفي الأماكن العامة، وإمكانية أن تجد فتاة لم يعرف قلبها الحب ولا العاطفة ولم تمل لأحد سواك هي تقريبا صفر في المئة. أي أنك حتى وإن تركت زوجتك لهذا السبب، فلن تجد، أغلب الظن، فتاة لم يعرف قلبها أي شعور أو عاطفة لشاب ولم تخض علاقة عاطفية قد يزعجك أمرها مها صغر حجمها وعمقها أو كبر.
الأمر الثاني هو أن ماضي زوجتك في الحقيقة لا يعنيك، ولا يخصك فأنت لم تكن حاضراً في حياتها أصلا فكيف يمكنك أن تعتبر ماضيها خيانة لك، إذن النصيحة الثانية هي عقلنة المشاعر، أي أن تفكر في لا منطقية ما ينتابك من غيرة وغضب، وأن تحاول أن تناقش نفسك في كل شعور يخطر لك.
الأمر الثالث هو أن تفكر في الأمور الجميلة والصفات الحلوة التي تتمتع بها زوجتك. فلا بد أن هناك ما أعجبك فيها وجعلك تقرر الارتباط بها مهما كان الأمر، وإلا لماذا لم تسألها عن ماضيها قبل الزاوج إن كان الأمر يهمك إلى هذا الحد؟
وأخيراً، لا يستطيع أي أحد أن يملي عليك ما تشعر، ولكني أستطيع أن أخبرك أنه من الظلم لك ولها أن تعيش هي تعيسة وأن تعيش أنت غاضباً من ماضيها. إن لم تستطع أن تتجاوز هذا الأمر أبدا، فربما عليك أن تعيد التفكير في حياتك. ليس من حقك أن تعاقبها على حياة لم تكن أنت فيها، وإن كانت الأمور حادة في رأسك إلى درجة التفكير في الطلاق، فأنصحك أن تحاول اكتشاف جمال زوجتك ومواطن نبلها وحسن أخلاقها، فإن لم تستطع فمن غير العدل أن تعيشا تعيسين معاً.