رشا المسلمي حلّقت بحلمها إلى السماء
المنصب المرموق الذي وصلت إليه رشا سعيد المسلَّمي (مساعد طيار - ضابط أول) في مجال عملها المصرفي لم يمنعها من السعي وراء طموحها، فحوّلت مسارها العملي والعلمي إلى مهنة الطيران التي طالما عشقتها وحلمت بممارستها. تحوّل وضعها اليوم في «المكان الصحيح» كما تقول. في عام 2012، انضمّت إلى «شركة الاتحاد للطيران» المحطة الثانية في حياتها العملية، بعد تولّيها منصب نائب مدير فرع في أحد المصارف. تقول المسلمي: «أنا الآن في مكاني الصحيح، فمهنة الطيران تُشبهني إلى حدٍّ بعيد، إذ إنني شغوفة بالسفر والترحال. كانت فكرة قيادة الطائرة تُراودني دوماً، ولم تُفارقني أبداً، خصوصاً أنّ أختي سبقتني إلى هذا المجال، حيث تعمل هي أيضاً في وظيفة مساعد طيار».
تسرد قصة دخولها مجال الطيران، فتقول: «كان قرار تحويل مساري العملي والعلمي إلى مجال آخر صعباً جداً، خصوصاً بعدما وصلت إلى منصب مرموق في مجال العمل المصرفي، إلّا أنني وبعد شدٍّ وجذب نجحتُ في تحقيق حلمي».
بعد إتمامها عامين من الدراسة في «كلية الاتحاد للطيران» في العين درست خلالهما أساسيات الطيران والملاحة الجوية وجميع التقنيات ذات الصلة، انتقلت المسلمي إلى مرحلة التدريب العملي. وعن رحلتها الأولى كطيار متدرّب التي لا تزال تفاصيلها محفورة في ذاكرتها، تقول: «رحلتي الأولى للتدريب كانت على متن طائرة صغيرة من نوع «سيسنا». عندما بدأت تتحرك على المدرج، شعرت بدفعة قوية من الثقة طردت الخوف من داخلي وقدتها والغبطة تغمرني. يومها ولكثرة حماستي، شَكّ مُدرّبي في أن تكون تلك هي الرحلة الأولى لي، بسبب المهارة التي أبديتها في التحكّم بالطائرة والتحليق بها. في تلك اللحظة، شعرتُ بأنني خلقتُ لأعمل في هذا المجال». دعم أسرة رشا لها في مشوارها عزّز ثقتها بنفسها، وها هي تؤكد «أنّ المرأة قادرة على العمل في هذا المجال ومؤهلة للنجاح فيه بجدارة. لا فرق بين الرجل والمرأة في هذه المهنة من ناحية القدرة على ممارستها. قد تكون الظروف الاجتماعية بالنسبة إلى المرأة مُعقّدة بعض الشيء، بسبب طبيعة مسؤولياتها الكثيرة تجاه أسرتها وبيتها، لكن هذه العقبة يمكن تخطّيها بتفهُّم من حولها لها».