بعد الإجهاض.. سر ذلك الحزن الغامض
كثيرون لا يفهمون حجم الألم الشديد الجسدي والنفسي بعد الإجهاض، الأول يزول بعد مدة، أما الثاني فزواله أصعب ويأخذ فترة أطول وقد لا تدرك المرأة نفسها أن سبب الاكتئاب الذي تعيشه هو تجربة الإجهاض.
ليت القارئات يستطعن أن يشاركن تجاربهن، لكن المرأة تجد صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعرها بعد مثل هذه التجارب القاسية، وتشعر بالخجل والانطواء عموماً ولا يدري بألمها حتى الزوج، الذي يعتقد غالبا أن الإجهاض تجربة عادية لن تترك أثراً مثها مثل الدورة الشهرية.
فهل أنت ممن تعرضن لتجربة إجهاض مؤلمة وتشعرين أنها سبب في ألم دفين لديك؟ في الحقيقة لست وحدك، فهناك نساء يجهضن سراً أيضاً باستخدام وسائل مختلفة، لأنها لا تريد الإنجاب من زوجها بسبب الخلافات أو بسبب الحالة المادية. وهناك نساء يجهضن رغماً عنهن لأسباب صحية، وهناك نساء يتعرضن للعنف الأسري من الأزواج فيجهضن وتسقط الثمرة قبل أن تنضج.
# المشاعر بعد الإجهاض
في البداية تكون مشاعر المرأة هي مشاعر أنها تخلصت من عبء، فهذه أول فكرة تخطر للمرأة مهما كان سبب إجهاضها على الأغلب، لأنها تريد أن تجد طريقة لمواساة نفسها.
لكن وما أن تنتهي هذه الفكرة الخفيفة والتي سرعان ما تطير، حتى يحل محلها شعور بالحزن العميق والاضطراب والرغبة في العزلة وأن تكون وحدها.
# النفور من الزوج
تشعر المرأة بنفور غريب من الشريك، وغالبا حتى بعد أن تتعافى جسدياً يكون صعباً عليها أن تمارس الجنس بسهولة، فهي تربط بين الجنين الذي خسرته وبين العلاقة الحميمة، وقد تصيبها بعض المخاوف من تكرار الأمر خصوصاً إذا تكررت مسألة الإجهاض. وقد تحدث بضعة مشاكل زوجية، وإن لم يكن الزوج متفهما قد تتفاقم.
# الانعزال العاطفي
وكأنها كانت شاشة مفتوحة وأحد ما أغلقها، كل تلك المشاعر انطفأت فجاة وهناك شعور بالفراغ والخواء، للحظة ما تشعر المرأة أن لا أحد يمكنه ملؤه.
# إنها ليست مبالغة
تخشى المرأة أن تظهر حزنها بعد الإجهاض لكي لا تتهم بأنها تبالغ، تعض على جرحها وحزنها وتتصرف كأنها قادرة عليه، إن عدم إعطاء نفسك فرصة للحزن على جنينك ونفسك سيتفاقم داخلك، سيتحول إلى شيء آخر، سيتحول إلى خلافات زوجية، برود، نوم طويل، تراجع في العمل. اعطِ نفسك الحق في الحزن لأن ذلك يحررك من المشاعر السئية والسلبية والخانقة.
للتعامل مع حزن الإجهاض تحتاجين إلى:
# أن تجدي شخصية تتحدثين إليها عن أدق مشاعرك، إن كان إجهاضك سراً ولا يعلم عنه أحد فلا بد ان تجدي من تقاسمينه ألمك مثل والدتك أو شقيقتك أو صديقتك. إن لم تستطيعي أن تخبري أحداً يمكنك الجلوس وحدك وتكملي بصوت عال عما تشعرين به، أن تحولي المشاعر إلى كلمات أمر سيريحك كثيراً.
# أعطي لنفسك الوقت ولا تهتمي بما يفكر الآخرون، أنت الآن شخص بحاجة إلى رعايتهم وليس لومهم.
# تميل النساء لخلط كل التجارب الحزينة والخلفيات الاجتماعية لها والنفسية والعائلية ويدخلن في دوامة كبيرة من الأحزان والتجارب المريرة. هذا اسمه هدر عاطفي ونفسي سببه أنك لا تعطين كل حزن حقه وتنتهي منه، بل تزعمين أنك قوية وقادرة ولست متأثرة والنتيجة الارتطام بحائط كبير من الألم.