كيف ردت "إمرأة اماراتية " الحياة إلى اللاجئين؟
"يكمن شغفي في قصص وحكايا البشر في أنحاء العالم، وينصب تركيزي الأكبر على رغبتي في نشر السلام، هي جملة ترددها ملكات الجمال حين يردن لفت الأنظار إليهن إلا أنها بالنسبة لي حقيقة لمن يملك قلبًا حياً".
عبارة وردت على لسان منى حارب الناشطة الإماراتية إلى تقدس العمل الإنساني وتسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى نشر السلام في العالم، أثارتها قضية النازحين السوريين فقررت زيارة مخيم الزعتري من أجل توثيق الحقائق المتعلقة بمعاناة النازحين في فيلم وثائقي، إلا أنها وجدت نفسها دون أي تخطيط مسبق تفعل ما هو أكثر من ذلك، حيث عزمت على جمع التبرعات وتقديم المساعدات لهم.
تقول منى حارب في حوار سابق معنا تم نشره على صفحات مجلة "زهرة الخليج" : "لا أنتمي إلى أي منظمة خيرية، بل أعمل بمفردي وانقل ما أشاهده بدقة، أرى الحقيقة وأنقلها كما هي بوضوح ودقة، أبحث عن الحب والسلام والأمل، وهذه هي القيم التي كرست نفسي وذاتي لها، ومن خلالها أعيش أجمل أيام حياتي وأرى المستقبل أكثر جمالاً ما دمنا نملك ضمائر قادرة على التعاطف مع كل ما هو إنساني ونبيل".
تروي منى بداية القصة موضحة أنها كانت تتابع نشرات الأخبار والتغطيات الإعلامية المتلاحقة للأحداث السورية الدائرة، بما تحمله من مشاهد مؤثرة لأشخاص أبرياء يلقون حتفهم وأطفال جوعى ومشردون وبيوت مدمرة، وقد تأثرت بذلك تأثراً بالغاً، قررت أن تفعل شيئاً من أجلهم. لم تكن متأكدة حينها من نوع الدعم أو المساعدة التي يمكن لشخص عادي مثلها أن يقدمه.
وبينما كانت تتابع الارتفاع المضطرد في أعداد الضحايا والأرقام التي تشير إلى عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين كان قلبها يعتصر ألماً، مما جعلها تتساءل عن ماهية تلك الأرقام.. من هم؟ أليسوا بشراً مثلنا؟ ليأتي قرارها في يوم 28 مايو 2013 بأن المساعدة التي يمكنها تقديمها لهم هي أن تساهم في نقل صوتهم إلى العالم، من خلال تصوير قصص معاناتهم وتوثيقها من خلال فيلم تسجيلي ميداني توثق فيه قصص أشخاص أبرياء فقدوا حياتهم بغير ذنب، ومعاناة أشخاص آخرين فقدوا كل مقومات الحياة لكنهم يكابدون في سبيل التعلق بالحياة التي تفلت من أصابعهم كل يوم.
"أرقام تتنفس"
وهكذا كان الهدف من وراء الرحلة الأولى التي قامت بها منى حارب إلى مخيم الزعتري هو تصوير فيلم وثائقي، يسجل قصص الضحايا ويسجل معاناة اللاجئين، ولكن عندما بدأت بتصوير الفيلم والتقت باللاجئين ولامست معاناتهم عن قرب أصبحوا جزئاً منها إلى درجة أنها لم تستطع العودة إلا بعد أن أطلقت اجتهادات إغاثية لمساعدتهم. حيث أطلقت مشروع"أرقام تتنفس" لدعم اللاجئين في مخيم الزعتري الذي يضم 180 ألف نازح سوري، وقد لقي المشروع إقبالاً واسعاً وأصبح الاسم معروفاً لدى اللاجئين والناشطين في ميدان العمل الإنساني والإغاثي.
" استطاعت منى تقديم مساعدات مختلفة لما لا يقل عن 2500 حالة ومن ضمن المساعدات التي قدمتها لهم مساعدات طبية للجرحى والمرضى خاصة الأطفال، كذلك مشروعاً للأطراف الصناعية و العيون، كما قامت بفتح حساب في إحدى المستشفيات في عمان لتغطية تكاليف علاج الحالات الطارئة، إضافة إلى الدعم المادي.
تقول منى حارب: " في كل مرة أرى فيها معاناة اللاجئين أحمد ربي مئة مرة وأكثر أنني أنتمي لدولة مثل الإمارات، يحيطني الأمن والأمان في كل مكان، دولة تقدر شعبها أكثر من أي شيء آخر". وتشير منى إلى أن حملاتها العديدة التي أطلقتها في دولة الإمارات لمساعدة نازحي مخيم الزعتري، لاقت إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين الذين تطبعوا بطبع البلد الخير والكريم والسخي في عطائه.