تعود فاطمة الظاهري (مساعد طيار - ضابط أول) بذاكرتها إلى أيام طفولتها لتسرد بداية تعلّقها بعالم الطيران والطائرات. تقول: «أثناء سفري مع العائلة في صغري، كنت أنظر بإعجاب إلى الطيارين، وأتمنَّى لو أكون في مكانهم يوماً. والطريف أيضاً أنّي لطالما أحببت هدير محرك الطائرة». بداية دخول فاطمة مجال الطيران، كانت حين قرأت إعلاناً في إحدى الصحف وضعته شركة «الاتحاد للطيران» عن برنامج الطيار المتدرّب. على الفور، تقدّمت بطلب من أجل الالتحاق بالبرنامج. وبعدما اجتازت الاختبارات والفحوص كلّها، تمّ قبولها في «كلية الاتحاد للطيران». توضح الظاهري: «المرحلة الأولى من البرنامج كانت عبارة عن دراسة نظرية تتطلّب قدراً كبيراً من الجهد والتركيز. وبفضل الله أولاً ثم الدعم الذي قدمته عائلتي، ووالدتي على وجه الخصوص، تمكنت من إتمام جميع مراحل الدراسة والتدريب بنجاح». أبرز التحدّيات التي واجهتها في بداية مسيرتها مع التحليق، كانت التدرُّب على أجهزة المحاكاة الذي يتطلّب الكثير من الجهد والتركيز، واستطاعت أن تثبت جدارتها وكانت من المتميّزين على دفعتها. وحول ذكريات رحلتها الأولى وشعورها آنذاك، تقول: «أول رحلة تجارية قمتُ بها كانت إلى قبرص وكان على متن الطائرة 130 راكباً. يومها، غمرتني فرحة تحقيق حلمي وتَملَّكني شعور رائع. كنتُ فخورة جداً بنفسي، لأني وصلت إلى هذه المرحلة التي أصبحتُ فيها على قدر المسؤولية لأشغل هذا المكان وجديرة بالثقة التي منحتني إياها «شركة الاتحاد للطيران» وجميع المدربين والمسؤولين. وصرتُ أعتبر كل راكب على متن الطائرة فرداً من عائلتي، وعليّ تقع مسؤولية وصوله سالماً إلى وجهته». عملها في الطيران أتاح لها فرصة الاطّلاع على عدد كبير من الشعوب والثقافات، وهذا بحدّ ذاته مكسب وإضافة قيمة إلى أي إنسان، كما علّمها الصبر والتأنّي والإصرار والتحدّي. وعن نظرة الآخرين إلى نجاحها والإنجاز الذي حقّقته، تجيب الظاهري: «لا يسعني وصف شعوري بالفخر والاعتزاز عندما يُحيّيني الناس أثناء التحليق أو في المطارات، وعندما يُعبّر لي أبناء وبنات وطني وزملائي عن فخرهم بي كوني فتاة إماراتية». وتتابع: «عندما أكون في إحدى الدول الأوروبية، يُحدّق بي الناس باستغراب، كوني فتاة عربية ومسلمة وأعمل مساعد طيار، لكن نظراتهم تزيدني فخراً وشرفاً بأني أمثّل دولتي، وأمثّل الناقل الرسمي لوطني الغالي». أما أهم الفوائد التي يُمكن أن تكتسبها المرأة من وجودها في هذا المجال، فتشير فاطمة إلى «أن وجودها في هذا المجال هو بمثابة عنصر دافع ومُحرّك للفتيات الأخريات المهتمّات بعالم الطيران، ليخضن التجربة ولا يضعن حدوداً لطموحاتهنّ".