قصة واقعية: عقدة الإيقاع بالنساء
يحكي لي أحد الأزواج أنه كانت له قبل 25 عاما قصة حب نقية وجميلة وقوية استمرت من سن الاعدادي حتى دخول الجامعة.
كان حبا قوياً، ولكن الفتاة كسرت هذا الحب عندما دخل هو كلية الهندسة وظلت هي بمعهد للتمريض. فما كان منها إلا أن اختفت من حياته لأنها شعرت بأن مستواه العلمي صار أفضل منها وأنها لا تستحقه فتركته.
يقول صاحب القصة:
لم أحتمل فراقها ولم أقتنع بهذا السبب وبدأت أشعر بالانكسار العاطفي لبعدها عني والاحساس بالنقص. وأصبحت كلما أرى فتاة أوقعها في غرامي بشتى الطرق ومهما طالت المدة أو قصرت استمر واستمر، فقط كنت أنتظر منها كلمة (أحبك) وعندما أصل لتلك المرحلة وأحس بأني ملكت مشاعرها وحبها بقوة كانت تأتيني حالة من البرود التام ناحيتها وكأني كنت جائعاً وشبعت بامتلاك حبها. ساعتها أتركها وأختفى بالتدريج من حياتها ثم أبحث عن غيرها وهكذا عشرات البنات بالجامعة.
ويضيف: حتى بعد أن عملت موظفا وحتى بعد زواجي ما زلت أحس أني لم أغير ذاك الطبع. وهو حب اعجاب النساء بي وقد أكلم في شهر واحد 7 فتايات وأشعر كل واحدة أنني أحبها، حتى إذا تعلقت بي بقوة رحلت عنها.
كم كسرت قلوبا بهذه الطريقة ولا أدري كيف أتخلص من هذا المرض يا سيدي لأني أخاف أن تكتشف زوجتي فتطلب الطلاق وأنا وصل عمري 43 عاما ولدي 4 أبناء ولا أريد تدمير أسرتي في نفس الوقت لا أستطيع التخلص من هذا المرض.
الجواب:
أخي الكريم جميل منك السؤال عن كل ما يقلقك، وتخاف منه، وهذا دليل على احساسك بأنك ترتكب خطأ يجب اصلاحه والتخلص منه.
الحقيقة هي أن ما تعيشه من قصص عاطفية هو وهم كبير نعم وهم وليس الهدف من كل قصة عشتها لليوم إلا شيئين الأول: هو إكمال احساسك بالنقص الذي زرع فيك منذ أن ابتعدت عنك حبيبتك الأولى عندما دخلت أنت الجامعة.
والثاني: هو رغبتك من الانتقام دون قصد من كل أنثى فلديك شعور باطني بأن الأنثى التي تركتك يجب أن تعاقب وتترك بعدما تتعلق بك كما فعلت معك حبيبتك الأولى.
رغم أنك لو فكرت في تصرف حبيبتك الأولى ستجد أنه شعور طبيعي وقمة الحب أنها ابتعدت فهى لم تبتعد كرها فيك بل خوفا عليك وعلى مستقبلك. أحست بأنها لا تستحقك لأنك بتعليمك العالي تستحق من هو أعلى منها علميا واجتماعيا إذن هي لم تترك لتكسر قلبك بل تركتك من أجل مستقبلك مستقبلك أنت وحبها لك بذلك أعقل ألف مرة من حبك أنت لها لكنك أنت الذي فهمت الأمور بطريقة خاطئة.
أخي الكريم ثق بنفسك وأيقظها من غفلتها فقد تزوجت ولديك زوجة ولها حق عليك وما ستفعله ببنات الناس سيكون دينا عليك ربما يقضى من أقرب النساء إليك، لا تكسر قلوب الناس ولا تدخل في علاقات من البداية.
لا تدري يوما ربما وقعت في الفاحشة وضيعت نفسك وبيتك ودمرت أسرتك لو اكتشفت زوجتك.
ذكر نفسك دائماً بأن الله مطلع عليك، فاتق الله فإن كل من يتق الله عز وجل لابد أن يصون نفسه، وكل من أخذ بطاعة الله لابد أن يُعز نفسه.