قصة واقعية: تزوج عليّ لكني لا أريد الطلاق
خلق الله المرأة بطبيعتها غيورة لا تتحمل وجود شريكة لها في زوجها، وتلك طبيعة لا نستطيع ان ننكرها أو نغيرها، وبنفس الوقت يستغل بعض الرجال قدرته المادية وحقه الشرعي في التعدد فيتزوج بالثانية وقد يزيد، وربما نسى أو تناسى هذا الزوج أن الشرع نفسه الذي أعطاه الحق في التعدد لم يتركه لكل منا يفسره كيف يشاء ، فطلب الشرع من الرجل ألا يقدم على التعدد إن خاف عدم العدل قال تعالى :( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) أي : فإن خشيتم من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن فيقتصر على واحدة كما ذكر علماء الأمة.
تقول الزوجة: تزوجني من 12 عاما ورزقت منه بثلاث أبناء وكان راتبه ضعيفا فلما فتحت عليه أبواب الرزق وترقى بدوامه فورا. تزوج علي وأوهمني يوم عرسه أنه ذاهب لحضور عرس صديقه وغاب عني 10 أيام وفي الحقيقة كانت الأيام جزء من أيام شهر العسل مع الزوجة الثانية.
وبعد حضوره أخبرني بزواجه وصارت مشاكل كبيرة بيننا طوال أكثر من 9 أشهر فكان رده على اعتراضي على زواجه بأنه لا يستطيع طلاقها لأنها حامل. فلما وضعت من سنة أصر أكثر على التمسك بها رغم مشاكلها معه لأن لديه منها طفل لا ذنب له في مشاكل أبويه حسب كلامه.
أضافت الزوجة : بأنه يحب أولاده ويوفر لنا كل شيء لكني نفسيا بدأت أنفر منه ولا أهتم به ودائما وحتى العلاقة الزوجية الخاصة بدأت أرفضها وكانت النتيجة أنه هجرني شهرين وبدأ الحرب معي. وأحيانا يأتي يستسمحني لكنني أرفض فيخرج عني بالأيام ووصلت أنني لا أعرف كيف أتعامل معه بنفس الوقت لا أريد الطلاق .
الجواب:
الزوجة الكريمة :
أولا : نعرف أن الأمر ليس سهلا عليك وأن نفسيتك مدمرة من زواجه لكن أرجو ان تحكمي العقل قبل العاطفة. ابدأي بالتفكير بالحل على الوضع الحالي وليس بالتفكير بالماضي ولماذا تزوج ولماذا صار كذا. ابدأي من نقطة ان زواجه صار واقعا وان كان واقعا بالنسبة لك مؤلما لكنه صار فلنفكر من هذه البداية ..
ثانيا : اعلمي ان أي رجل يتزوج بثانية يبدأ تلقائيا بعمل مقارنات نفسية داخلية بينك وبين زوجته الجديدة من ناحية التعامل والنظافة والعلاقة الجنسية واعداد الطعام واسلوب الحوار والصبر على الهفوات .... في كل شيء يعقد مقارنة فلابد في هذا التوقيت بالذات ومن الآن تكوني أنت صاحبة الرقم القياسي وليست هي حاولي تشعريه بأنك الصدر الحنون والزوجة الصبورة اكتمي ألمك وابتسمي في وجهه واعطه من الحقوق ما شاء. فهذا ليس اهانة لك ولا معناه رضاك بالزواج من اخرى بل هو حفاظ على مكانتك ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام ونحن لا نتمنى لها ولا لغيرها طلاقا ولكن أنت اعملي ما يمليه عليك الشرع حتى وإن قصر هو وسيتحول الأمر لصالحك بعد حين.
أريد منك الهدوء معه والاهتمام به أكثر لا تتركي مساحة لغيرك وفراغا تملأه غيرك ولا تشمتي فيك أحدا، لتضعي أمامك الهدف الأكبر وهو الأبناء فلابد من وجود الأب بحياتهم وحياة امهم ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. المهم اكسبي قلبه ونافسي الجميع من حوله وكوني له الزوجة والأم والأخت والصديقة والحبيبة..
أعرف أنها معادلة صعبة لكن لا بديل عنها ولا حل غيرها. وإلا لو ظللت تتعبيه وتتعبي نفسك لتجمدت الأمور وظل هاجرا لك ووصلتما للطلاق الذي لا تريدينه.