كيّ صدور البنات لكي لا تكبر.. بحجّة حمايتها
احتارت بعض القبائل والشعوب البدائية، كيف تخُفي مفاتن المرأة أو تقضي على أحاسيسها، وذلك من منطلق المحافظة على الشرف، ما جعلها تمارس أسوأ العادات عليها، بدءاً من ختانها إلى ما انتشر، أخيراً، في وسائل الإعلام البريطانية عن "كي صدور الفتيات الصغيرات".
ولم تنحصر تلك الممارسات الرهيبة في بلدان العالم الثالث، بل انتقلت إلى الأراضي البريطانية، حيث تكوى صدور الفتيات منعاً لنموّها بشكل طبيعي والسيطرة على حجمها ومنعها من التضخّم.
من جهتها قالت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، إنّ تلك الممارسات المسيئة آخذة في الارتفاع وتؤثّر على 3.8 ملايين فتاة في العالم. وتنتشر خصوصاً في الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا، كما تهدّد آلاف الفتيات في بريطانيا.
وقالت ليلى حسين، الناشطة في حقوق المرأة: "إنّ كلمات ثقافة أو تقاليد أو دين ترتبط عادة بتلك الأعمال حين يحاول أصحابها شرح ماهيتها". وأكملت، إنّها "وسيلة أخرى للسيطرة على الحياة الجنسية للمرأة وتقليص جاذبيتها، حين ينظر إلى الثدي على أنّه جزء خطير في جسمها ينبغي إزالته كي لا ينجذب إليها الذكور، كما هي محاولة لإلغاء أنوثتها بحجّة حمايتها من التعرّض للاغتصاب".
وتضيف حسين، أنّها خضعت لعملية ختان الإناث لحمايتها، أيضاً، كما قيل لها، وانتقدت العالم الذي يؤمن أنّ سلامة المرأة تكمن في تبديل حالة جسدها الطبيعية، لأنّ الرجل يعجز عن تحمّل مسؤولية السيطرة على رغباته.
وتستمرّ عملية كي الصدر بضعة أيّام أو أسبوع، وتقوم بها في معظم الأحوال والدة الضحية. وفي الكثير من الأوقات تؤمن الوالدة أنّها تقوم بما هو أفضل لمصلحة ابنتها، عن طريق تأخير نضوجها حتى تكمل دراستها عوضاً عن الزواج.
أمّا جمعية "Cawogido" الخيرية في لندن التي تشن حملة رفع الوعي ضدّ ختان الإناث وكي الثدي على حد سواء، فقالت: "إنّ تلك العملية قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي والخراجات، أو حتى اختفاء أحد الثديين بالكامل أو كليهما.
وأكملت الجمعية أنّ "الفتاة الضحية غالباً ما تعتقد أنّ ما تقوم به والدتها يصب في مصلحتها لذلك لا تبلّغ عنه".