توهم المرض.. أسباب وحلول
بين فترة وأخرى تزور الطبيب، تشعر بتوعك لا تفهم أسبابه، أحياناً تطلب من الطبيب إجراء فحوصات كاملة فهي لا تعرف مما تشكو بالضبط لكنها ليست على ما يرام.
في البداية كان الطبيب يؤكد لهاأنها ليست مصابة بشيء، ولكن مع إصرارها كل مرة أن هناك خلل ما لديها، قال لها: أجل أنت مريضة فعلا بمرض اسمه "توهم المرض".
فلماذا يشعر البعض بهذه الحالة، وكيف يمكننا التعامل معها؟
يعاني المصاب من وساوس تستحوذ على تفكيره، وتشغله دوما بفكرة إصابته بمرض خطير أو عارض صحي ما، أو حالة مهددة للحياة لم يتم تشخيصها لديه بعد.
تجد هذا الشخص يشعر بالقلق وأي عرض خفيف يفسره بمؤشر على أمر خطر، ويزور الأطباء بشكل متكرر. ويغير الأطباء باستمرار لأن أحدا لا يخبره بأنه مريض كما يشعر هو. يتحدث باستمرار بشأن الأعراض أو الأمراض المحتملة التي يعاني منها مع الأسرة والأصدقاء. يقرأ عن مرض ما أو يسمع به في التلفزيون فيشعر أنه قد يكون مصابا به.
في الحقيقة، لا يوجد تفسير واضح يعلل انشغال بعض الأشخاص بتصور مضلل يتعلق بمعاناتهم من مشكلة صحية خطيرة لم يتم تشخيصها. ولكن السمات الشخصية وخبرات الحياة والتربية والخصائص الوراثية تلعب دورًا في ذلك.
وكذلك التعرض للإهمال في الطفولة أو الاهتمام المبالغ فيه، ففي الحالتين يريد الشخص، بشكل لا واع، أن يكون موضع اهتمام ورعاية.
كما يمكن أن يسبب الحالة المعاناة من مرض خطير أثناء الطفولة، أو معرفة أن أحد أفراد الأسرة أو آخرين يعانون من مرض خطير، أو وفاة أحد الأحباء.
هناك بعض الأمور التي يمكن فعلها لتدارك هذه الحالة وتجنب تفاقمها:
1- إذا عانيت من أعراض لا تعرف لها أنت أو طبيبك سببًا واضحًا، فهذا أمر يستدعي القلق، وفي بعض الحالات، يكون الحصول على رأي ثانٍ أو إجراء مزيد من الاختبارات أمرًا مقبولاً، وإذا بدأت في البحث عن أمراض تبدو أنها تماثل الأعراض لديك، فمن المرجح أن تجد شيئًا ما، حيث غالبًا ما تشترك الأمراض الطفيفة مع الاضطرابات الأخطر في الأعراض.
2- أصبح من السهولة بمكان البحث عن المعلومات الصحية عبر الإنترنت في الأعوام الأخيرة، ولا يوجد ما يعيب في تثقيف نفسك، فالمشاركة بشكل فعّال في الأمور المتعلقة بصحتك يعد أمرًا ضروريًا للاحتفاظ بصحة جيدة.
3- من الطبيعي أن يشعر الشخص ببعض القلق حيال صحته، ولكن الوساوس المرضية الكاملة تكون مستنزِفة للغاية، حتى إنها تُسبب مشكلات في العمل أو العلاقات أو جوانب أخرى من الحياة.
على الرغم من أن هذا الاضطراب يعد حالة مرضية طويلة المدى، فإنه لا يتحتم على المريض أن يحيا حياته في قلق مستمر حيال صحته، وقد تساعد طرق العلاج، مثل الاستشارات النفسية أو الأدوية، أو حتى التعرف على ماهية الوساوس المرضية، على التخفيف من مخاوف المريض.