قصص واقعية: زوجتي الجميلة تستكثر نفسها عليّ
وقفت حائرا متعجبا أمام أكثر من حالة طلاق لزوجات لديهن طفلان وثلاثة، وليس السبب في طلبهن للطلاق خيانة الزوج أو قلة النفقة أو الضرب أو غير ذلك من الأسباب المعروفة للجميع، بل السبب هي نفسها أو بالأحرى جمالها.
الزوج لم يقصر في عطاء ولا حب ولا انفاق وحتى العلاقة الحميمية لم يقصر فيها لكن السبب هو أن الزوجة غرها ما وهبها الله تعالى من الجمال، ذاك الجمال الذي قادها بجهل منها إلى النقمة على حياتها وزوجها رغم أنها أصبحت أما لطفل أو أكثر ، فهى باختصار وبدون إطالة بالعبارة ( تستكثر نفسها على زوجها) .
سألت الزوج: ما شكواك ؟ قال زوجتي تريد الطلاق رغم أني أحبها وأبذل كل ما في وسعي لإسعادها لكنها غير قنوعة ودوما تقارن بيني وبين أزواج غيري . فزوجتي غرها جمالها وتريد الزواج من جديد لأني لا أستحق كل هذا الجمال حسب كلامها.
سألت الزوجة: لماذا تطلبي الطلاق وزوجك لم يقصر فيك كما شهد الجميع ومنهم أنت؟ فردت باجابة مختصرة قائلة: (أنا كنت أستحق جوازه أحسن من كده أنا كنت أستاهل أحسن منه) .
مع العلم أن الزوج حملها من بلدها الفقير وأسرتها المتواضعة لتعيش حيث يعمل في الخليج عيشة الرفاهية والراحة والرغد.
ألبسها أحسن الثياب ووفر لها الخادمة والسيارة لكن صديقات السوء لعبن برأسها وخطوة خطوة اختلطت مثلهن برجال – متزوجين وغير متزوجين- أغروها بالمال والزواج إن طلقت لأنها خسارة فيه (يقصدون زوجها) بعد عشرة 9 سنوات .
وهنا صممت أن أوجه كلامي لها ولكل من غرها جمالها وطلبت الطلاق بل منهن من ضحت بالأبناء وتركتهم صغارا مع أبيهم لتعيش حياة الحرية لتتزوج من يستحق هذا الجمال –من وجهة نظرها- وظنت بخيبتها وسطحيتها أن الجمال سيبقى والنعيم سيدوم، أقول لها:
والله لذة احتضان الأبناء لن تضاهيها لذة زواج جديد ولا فرحة في الوجود أجمل من نظرتك لفرحة أحد أبنائك، غدا ستكبرين وتزول معالم جمالك وتتمنين يومها ابنا بارا أو بنتا بارة تجلس بين يديك ترعاك وتؤنس وحدتك، إن من يغريك اليوم بمال من أجل جمالك سيتركك عندما تكبرين ليبحث عمن هي أجمل منك، فكما تدين تدان.
لا أقصد بنصيحتى أن أجبرك على الاستمرار دون سعادة أو اشباع عاطفي بل كل مقصدي ألا يغرك جمالك فتخسرين كل شيء الزوج والأولاد وراحة البال، تذكري أن زوجك يحبك صغيرة السن أو عجوز كنت هو يحبك يحبك أنت كما أنت حتى لو مرضت لو كبرت لو يوما غضبت هو يحبك ، لن يغيره شيء تجاهك لأنه ما تزوجك لجمالك فقط بل لمباديء وأسباب أخرى قويت وترعرعت وأبقتك دوما الزوجة والأم والحبيبة وشريكة الدرب والحياة أما غيره فقد تزوجك لجمالك فأسألي نفسك : ماذا إن ذهب الجمال لمرض أو كبر أو حادث هل سيظل يحبك مثل زوجك الأول ؟ لا أظن ذلك .. فكري جيدا قبل فوات الأوان.