هل توافقين على أن قوة المرأة في ضعفها؟
قد تغضب كلماتي بعضكن، وقد يفهمها بعضكن فهما خاطئا، وتظن أننا نريد بهذا المقال أن نناصر الرجل عليها أو نستضعفها ونسعى لكسرها وإضعافها أمام الرجل.
هذا غير صحيح..فمن تمعنت منكن ولديها الخبرة الكافية في الحياة ستدرك ان الهدف من تلك الكلمات هو أن نساعدك أن تصلي إلى السعادة الزوجية بأقل جهد وبأقصر الطرق. فقد رسمت تلك الكلمات من اجلك أنت يا زهرة البيت، ونسجت تلك النصيحة لمصلحتك أنت يا شاطيء الأمان لنضعك على الطريق الصحيح للراحة والسعادة لأنك بنظر الجميع أنت (دينامو ) الحياة الزوجية إن تعطل تعطل كل شيء وباتت الحياة الأسرية على وشك الانهيار والانفصال وإن عمل بقوة دبت في الأسرة روح الحياة.
وما كتبت تلك الكلمات إلا من خلال عشرات التجارب مع أزواج أوقعوا الطلاق ولما سئلوا عن السبب ما كان لديهم سبب إلا شيء واحد تكرر سماعه منهم، بصيغ متقاربة ومنها على سبيل المثال:أنا طلقتها لأنها صارت تعاملني ندا بند ورأسها برأسي فصرت اشعر أني أعيش مع عدو يتحداني ويرد على الكلمة بالكلمة والغضب بالغضب ولا تغاضي ولا رقة ولا عاطفة في قلبها لدرجة أنني لو هددت بالطلاق فقط من باب التخويف والزجر لها لا تبالي بل ترد بقولها بكل مرة: "طلقني .. أنا ما أريدك .. ولا أعتبرك شيء مهم بحياتي.."
ويقول أخر: لقد استغنت زوجتي براتبها وعائلتها ومنصبها عني .. ويقول آخر: أنا صرت أخاف أنتقدها حتى لا تصرخ بوجهي وتهينني وتطردني من البيت لأنه هدية من والدها لنا".
أيتها الزوجة الكريمة : قد تكونين أعلى مركزا من زوجك او أكثر دخلا أو أعلى نسبا أو تعليما، لا حرج في ذلك ولا مانع لكن من الخطأ أن تشعريه بتلك الفروق أو تتخذيها مطية لإذلاله وتحديه والوقوف له بالمرصاد على كل موقف او كلمة وأن تتسلطي بالرأي..
إياك وأن تشعري زوجك بأن الطلاق شيء سهل عندك .. ستغرسي بذلك عدم الامان بقلبه ناحيتك وسيخزن لك هذه المواقف وسيتعامل معك كالمتربص .. وهذا نذير خطر على الأسرة أتدرين لماذا؟
لأنك بروح التحدي والندية لزوجك تغيري صورتك الطبيعية التي خلقت بها وتزوجك من اجلها وهي صورة الأنثى المحبة العطوفة الرقيقة التي كما جاء بالحديث الشريف إن غضب زوجها تقول له : "والله لا أذوق غمضا (نوما) حتى ترضى عني" ، هذه هي حواء التي نعرفها الخاضعة بحنانها في غير ذل العطوفة في غير ضعف التي ربما لا تحتاج لزوجها في أي شيء مادي أو غير مادي لكونها تعمل أو لديها منصب أو نسب لكنها بنفس الوقت تشعره دوما انها محتاجة إليه وان الحياة بدونه لا طعم لها وأن له الرأي والمشورة قبل الناس جميعا- أمها وأخواتها وصديقاتها- وليس أخر من يعلم بكل قراراتها.
أشعريه ان كلمة الطلاق تهز أركانك وتزعجك وانك حريصة على البيت والحب والبقاء والحياة معه وإياك وهذه العبارات المدمرة: " أنا عايشة بس عشان بينا أولاد ... لعلمك لو ما كنتش مخلفة منك كنت طلبت الطلاق من زمان.. احنا بينا مشروع فقط اسمه ابناء وبس.. أنت ما عدت تفرق معاي .. وجودك بحياتي زي عدمه" هذه العبارات حتما ستفقدك حب زوجك .. وهي سوء تصرف منك وهدم لصورة حواء الحنونة العطوفة الحانية .. لا تستسهلي كلمة الطلاق حتى وإن هدد بها ليكن ردك إن هدد بها بمثل تلك العبارة: أنا أحبك وأريدك ولا أرغب بالطلاق.
يا أختي الغالية ليس في هذا ضعف منك ولا اهدار كرامة بل هو تثبيت لمعان سامية بقلب زوجك عنك .. سيهدأ بعد قليل ويعتذر عن تهديداته لك ولن يكررها وجربي ما قلت لك ولن تندمي. تذكري هذا الكلام "قوتك ليست في تحديك لزوجك ومعاملة الند بالند بل قمة قوتك هي في ضعفك وخضوعك بلا ذل ولا اهانة".
ومن الخطأ ان تظني أنك لو طلقتي فالمال أو المنصب أو الأهل أو النسب سيجعلك ترتاحين وحتى لو ضممتي إليك حضانة الأبناء لن ترتاحي لأنك انتصرت لنفسك والرجل لا يحب الزوجة الندية المتسلطة الشرسة بطباعها وردودها .
اسألي من طلقت بسبب تحديها ونديتها لزوجها كم من الألم تعاني اليوم بعد طلاقها وكم تعاتب نفسها على انها كانت بلحظة طيش وجهل وحش كاسر وند لزوجها تربصت به حين ألقمها كلمة ساعة غضب فردت بسيل من الكلمات أشد وأعتى فتحول البيت لحلبة صراع نتج عنها شجار ومسبات ووقع الطلاق ولو صبرت وكظمت غيظها وتعالت عن الردود لانتهى الموضوع بنفس اللحظة .
ما أردت بتلك النصيحة إلا أن أنبه كل زوجة تمر بتلك المرحلة من التعامل وأقول لها:
قوتك ليست في روح التحدي وصوتك العالي وكلماتك العنيفة بل قوتك في حنانك واحتوائك لزوجك وردودك الحانية وتذكري قول الشاعر الحكيم:
كن كالنخيل عن الأحداق مرتفعا .... يلق بصخر فيسقط أحسن الثمرا