فاطمة عمر: نستكشف المواهب الإماراتية في فريق "بصمة"
تشجع دولة الإمارات العربية العمل التطوعي للشباب في جميع المجالات، كما تولي الجانب الثقافي والفني الإهتمام الكبير مع مشاريعها الطموحة في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات وكذلك من خلال المهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية. ومن المشاريع الفنية والتعليمية، تلك التي تعمل عليها هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، حيث تهدف إلى إشراك المجتمع بكافة أطيافه بالفعاليات الثقافية من خلال الورشات الفنية والفعاليات الأخرى، وبحوار مع الفنانة المشرفة على الورشات الفنية في الهيئة، تعرفنا أكثر على تأثير هذه الورشات على المجتمع وعن الفرق الشابة التي تعمل عليها، ومنها فريق "بصمة" الإماراتي الشاب.
متى بدأ التعاون مع فريق "بصمة"؟
بدأ فريق بصمة في جامعة زايد عام 2012، وكان مشروع صداقة ومن ثم عمل، كان لدينا مشروع وكان العمل جميل، فكان مجالاً لتوظيف الشباب الذين لديهم شغف بالفن، لكن لا تتوفر لديهم الفرصة مع ضغوط الحياة لممارسة هذا الفن والهواية، فمع تسارع إيقاع الحياة والبحث عن مستقبل مهني ناجح، تغلب كفة البحث عن إختصاصات عملية تضمن لهم عملاً مستقبلياً مثل إختصاصات الأعمال على النشاطات الإبداعية الأخرى.
فكان طريق التطوع أثناء الدراسة مفتاحاً لدخول هؤلاء الشباب إلى مجال الفن وإكتشاف طاقاتهم الكامنة وتطويرها بإشراف مدربين فنيين محترفين من قبل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وكانوا ملتزمين ورائعين، مما أتاح لهم إكتشاف شخصياتهم ومهاراتهم لتنفيذ أشياء لم يتصورا أنها في أنفسهم. وكذلك أنا شخصياً أستفدت من هذه الفرصة لإكتشاف مهاراتي القيادية، فأضافوا لي الكثير، حتى بتُ أناديهم (عيالي) أي (أولادي)، رغم أن أعمارهم ليست صغيرة لكنني وجدت فيهم نبتة غضة تنمو بثقة، وقد نمى هذا التعاون وأصبح تعاطفي معهم على مدى شخصي ثم إحترافي، واستمر التعاون معهم الآن في أكثر من 10 فعاليات ومعارض تقيمها الهيئة، حتى باتوا ذوو خبرة أهلت البعض منهم للعمل بدوام جزئي والبعض قدموا للعمل بشكل ثابت فيها، وقريباً ستقدم لهم عروض عمل جيدة في مجال أحبوه وأكتشفوا فيه أنفسهم.
وكيف تخدم الكفاءات الإماراتية تحديداً المشاريع الفنية القائمة؟
الآن بالذات، مع إفتتاح المتاحف المستقبلية نحن بحاجة لجميع الإختصاصات المحلية للعمل في المفاصل المختلفة للمتاحف، ولا يقتصر الأمر على الفنانين، العمل المتحفي يشمل المنسقين الفنيين، والمرممين، ونقاد الفن، والتعليميين، وهذه الإختصاصات بحاجة لتثقيف وتعريفهم عن طبيعة هذا المجال الواسع، وبذلك يمكننا الحصول على جمهور وأناس يعملون فيه من بلدنا، وإلا لن يحصل هنالك استفادة تامة من هذه المشاريع العملاقة، لأن وجود أشخاص إماراتيين يخلق حميمية بين المكان والناس الموجودين هنا.
وما هي أكثر النشاطات تماساً مع البيئة المحلية الإماراتية ضمن المهرجانات التراثية الإماراتية؟
تعتمد المهرجانات التراثية عادة على الحرف اليدوية، وعلى أستحضار الطابع التقليدي المتوارث للحرف الإماراتية، وهذا كان هذا جوهر العمل الذي أقمنا عليه البرنامج التعليمي الذي يستهدف الزائرين الصغار من طلاب المدارس والجمهور. ومع أن تلك الحرف والفنون اليدوية تحتاج إلى الكثير من الوقت والتدريب في الماضي، حيث كانت الأجيال الكبيرة تعمل عليها لأوقات طويلة وتحتاج لفترات أطول لتدريب الأبناء والأحفاد عليها وممارستها يومياً، فأننا عملنا على تبسيط تلك المهارات واستنباط نشاطات فنية سهلة التطبيق يسطيع الزائر الصغير تنفيذها خلال الوقت القصير للورشة المتمثل بنصف ساعة، ولتكون أكثر قرباً من الجيل الحالي الذي اعتاد على سرعة زمننا، فبدلاً من تعليم الطفل كيفية عمل التلي أو حياكة السدو، عملنا على تناول أشكال تلك الحرفيات وطباعتها أو رسمها على أشياء تستخدم في حياتنا اليومية، مثل غلاف الهاتف المحمول أو حقيبة يدوية أو حياكة أساور بسيطة تحمل ذات الألوان المتعارف عليها في السدو. وأثناء عمل الأطفال في الورشة، يقوم قائد الورشة من فريق (بصمة) بالحديث عن تاريخ هذه المفردات التراثية وتعريفهم عن تاريخها وتاريخ المنطقة واستكشاف الأشياء التي يعملون عليها.
نتابع نشاطكِ الفعال على مواقع التواصل الإجتماعي، وبالأخص السناب تشات، فكيف يتفاعل الأماراتيون مع ما تطرحينه من مواضيع يومية عن الثقافة والموضة والحياة الإجتماعية، العامة والخاصة؟
أنا كما ذكرت أطرح مواضيع عدة، تتنوع بين جولاتي في عملي التي تنقلني إلى متاحف العالم، وكذلك أتحدث كثيراً عن حياتي الخاصة كزوجة وأم، وكإمرأة إماراتية أعيش حياة عصرية متغيرة، وأجد تجاوباً من متابعيني أحياناً بالتفاعل الإيجابي وأحياناً أخرى بالنقد والاستهجان، وأنا أقف مع النقد الإيجابي الذي يود صاحبه، أو صاحبته، (خاصة وأن أكثر متابعيني من النساء)، أي أنني أحترم النقد الذي يوصل إلى نتيجة، وليس لمجرد الإنتقاد من حياتي الخاصة، أما المواضيع الأخرى فلا تلقى هجوماً، عدا أنني طرحت رأياً مرة أثناء تجوالي في متحف اللوفر عن عدم اعجابي بلوحة الموناليزا.