قصة واقعية: منافسة بين الزوجة والخادمة على الزوج
تقول الزوجة في شكواها: كنا نعيش بداية زواجنا بحياة بسيطة ولا نملك القدرة على توفير خادمة فلما فتح على زوجي بأبواب الرزق رزقنا بالخادمة، وكان هدف زوجي من جلب الخادمة أن يريحني بمساعدتها لي، وأعترف أنه صبر عليّ كثيراً من قبل في تقصيري بل كان يساعدني من قبل مجيء الخادمة بأعمال البيت. فوجئت بعد سنة من مجيء الخادمة أنه يعاملها بمنتهى العطف ويعطيها بسخاء ويدعمها صحيح أنه يعاتبها عند الخطأ، ولكن بأسلوب راق جداً حتى أنني أشعر الآن بأن الخادمة تحترمه وتقدره أكثر مني وهو يراعي مشاعرها أكثر مني.
سألت نفسي كثيرا:هل الخطأ أنني أعتمد عليها بكل شيء في الطعام والبيت ومذاكرة الأولاد وتحضير الافطار لزوجي؟ تقريبا هي تقوم بكل شيء لزوجي وأبنائي حتى توصيل الأبناء للباص صباحا هي التي تقوم به .
سألتها : وماذا تصنعين أنت بالبيت؟ قالت: أنا زوجة وأم الأولاد وألبس لزوجي واتزين لأعجبه. لكنه قال لي مرة: أنا الذي يشدني للزوجة اليوم بعد10 سنوات زواج هو العناية يالبيت والأبناء وحاجات الزوج الأساسية التي لا تقومين انت بها .
هزني هذا الكلام يا سيدي وبدأت أغار من خادمتي ومعاملة زوجي لها صحيح أنني لا أتهمه فيها فهو رجل ملتزم ولكن يحيرني اهتمامه بها، فأخبرني كيف أعالج تلك المشكلة التي أرقتني وكادت تدمر نفسيتي؟
الجواب:
الجواب عن سؤالك ينبع من كلامك أنت، فزوجك من الطبيعي أن يهتم بمن تهتم به وببيته وأبنائه سواء أكانت أمه أو زوجته أو حتى خادمته، مع الأسف انت تخليت عن جزء كبير من مسئولياتك، وكيف لا يهتم بها وهي التي توقظه للعمل وتجهز فطوره وغداءه وتذاكر لأولاده وتعتني ببيته، أين أنت من كل هذا ؟ وأين دورك؟
الخادمة ليست زوجة يا سيدتي ولكننا نحن الذين نعطيهم الفرصة ان يحلوا محلنا، أفيقي من غفلتك واستيقظي مبكرا وأشرفي على بيتك ووجهي واهتمي ولا تلق باللوم على زوجك لأن ما يفعله من اهتمام هو عين الشرع والدين طالما أنه لا يتعدى ذاك الاهتمام لأمور محرمة ، فلقد أمرنا بحسن معاملة الخدم ويبقى دورك أنت في حسن معاملة زوجك، اكسبيه باهتمامك كما كسبته الخادمة وأكثر وحضري له الطعام وأعدي السفرة بيديك، ضع لمساتك بالبيت وبكل ركن فيه لأن زوجك وبكل بساطة تزوجك أنت ولم يتزوج بالخادمة وأخيرا إياك أن تغار منها أو تظهري ذلك او تصرحي به لأنه من العيب أن تقارني نفسك عاطفيا ونفسيا بخادمتك التي تعمل بمساعدتك.
ارتق بنفسك وأعيدي مكانتك بقلب زوجك لا بالاساءة للخادمة والقسوة بل بحبك لزوجك والعناية به مع الرفق بالخادمة وحسن المعاملة.