تطلبين من ابنتك ذات الـ 14 عاماً أ، تحضر معك الغداء فترفض، تطلبين منها التسوق معك والخروج معاً فلا تريد. تطلبين من ابنك ذي الـ 16 عاماً القدوم لتناول العشاء مع الأسرة فيقول إنه ليس جائعاً.   أصبح الأمر يتكرر ويزعجك، وتشعرين أن لا سيطرة لديك على أبنائك فيصبك العند، وتجبرينهم على المساعدة والخروج وتناول الطعام معاً.   تمهلي قليلاً: إنهم يعيشون أول أيام استقلاليتهم ويعبرون عنها بأن يرفضوا النشاطات العائلية المشتركة. إنها المرحلة التي يقول فيها ابنك أو ابنتك: أنا فرد مستقل ولي قراراتي. فما العمل في هذه الحالة؟   يدفع الأبناء في مرحلة البلوغ آبائهم إلى حافة الجنون بسبب رفضهم الدائم للقيام بالأنشطة العائلية المشتركة، مثل تناول الإفطار مع الأسرة في العطلات الأسبوعية أو الذهاب إلى حمام السباحة.   وينصح خبراء التربية الآباء في مثل هذه الحالات على عدم الإصرار على القيام بتلك الأنشطة المشتركة والاحتفاظ بهدوء أعصابهم وعدم الضغط على أبنائهم، لأن ذلك مجرد محاولة من الأبناء للاستقلال الذاتي.   ويرى التربويون أن لا داع للقلق من توتر العلاقة بين الآباء والأبناء في مرحلة البلوغ، وإنما ينبغي على الآباء محاولة إدراك اهتمامات المراهقين، ولكن مع مراعاة عدم المغالاة في كسب ودهم، مثل مشاهدة مباريات كرة القدم سوياً أو متابعة مقاطع الفيديو الشائعة على موقع يوتيوب أو البرنامج المفضل.   ومن ناحية أخرى من المفيد أيضاً أن يتذكر الآباء كيف كانت مرحلة المراهقة لديهم وكيف كان الحال مع أمهاتهم وآبائهم، فذلك يساعدهم على استيعاب مرحلة المراهقة جيداً، ما يسهل على الشباب تحقيق استقلالية الذات.