قصة واقعية ... لولا الخادمة!
تتميز المجتمعات الخليجية وبعض البلاد العربية بتوفر الخادمة بالبيت والتي غالبا ما يتكبد الزوج مصاريف استقدامها وراتبها الشهري من دخله رغبة منه في إعانة زوجته والتعاون معها على حاجات البيت بوجه عام.
لكن أن يتحول الأمر عند بعض الزوجات إلى اتكال كامل على الخادمات في التنظيف والترتيب والغسيل وحتى اعداد الطعام والمذاكرة للأبناء وتلبيس الأبناء واستحمام الأبناء وحتى الخروج مع الأبناء للعب دون الأم وبصحبة الوالد فقط والخادمة.
إذا فعلت الخادمة كل هذا فأين دورك أيتها الأم والزوجة إذن بالبيت؟
نحن لا نقصد بكلامنا أن تجلس الخادمة بالبيت بلا عمل ولكن بالوقت نفسه أن تفقدي أنت حتى دورك الاشرافي بالبيت فهذا خطر عظيم.
نعم خطر عظيم أن تتركيها هي التي تؤكل زوجك وأطفالك من صنع يدها وترتيبها ولمساتها بالطعام والشراب والملبس، وتكون هي الوجه الذي يراه زوجك وأولادك صباحا ليوقظهم ويطعمهم وهو الوجه الذي يراه الزوج حين يعود من دوامه،وهي التي تحضر له ملابسه وترتب له حاجاته الخاصة.
إذن ماذا تبقي غير أنه يعقد عليها وتصبح ضرة لك وتخدمك بنفس الوقت،لأنك بإهمال شبه كامل منك للبيت صارت هي الزوجة والأم الواقعية.
يقول الزوج: تعبت من كثرة ما نبهت على زوجتي ألا تترك الأولاد يستحمون بالحمام ومعهم الخادمة وتعبت من كثرة تنبيهي لها أن تستيقظ مبكرا وتحضر لنا الفطور بيدها، لأني دوما أشك بنظافة الخدم لكن زوجتي لا حياة لمن تنادي لأن من عادتها أن تستيقظ عصرا وياليتها تسهر على طلبات أو مذاكرة الأبناء بل تسهر في الحديث مع الصديقات والأم والأخوات أو التراسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى تتعب ثم تنام.
تمر بنا أصعب الأيام حين تمرض أو تسافر الخادمة لأن البيت والأبناء بدونها أيتام يا سيدي وأنا حزين لكلامي هذا ولكنها الحقيقة، الحقيقة التي دفعتني يوما أن أقول لزوجتي على إثر خلاف بيننا على الغداء: أنا تزوجتك أنت ولم أتزوج الخادمة...لأن الموضوع أثر على بناتي فصارت البنت تنادي على الخادمة لتناولها كوب الماء وهو بجوارها على بعد ربع متر.
الجواب:
الحل أيها الزوج الكريم أن تصمم على بعض الخصوصيات أن تقوم بها زوجتك بنفسها وأن تلح عليها في ذلك حتى تتعود خاصة موضوع اعداد الطعام، وعلم بناتك ألا يتكلن على الخادمة ولتقم الأم بادخال البنات للمطبخ ليتعلمن ولتعلمهن كيف يرتب البيت كما كانت تفعل أمهاتنا مع أخواتنا وهن صغار .
ونصيحتي لك أيتها الزوجة الواقعة في ذاك الخطأ أن تتراجعي وتغيري ذلك الطبع السلبي لأن هناك حالات كثيرة بالمحاكم انتهت بزواج الزوج من الخادمة سرا أو علنا ومن السبب الرئيس؟ السبب هو اتكالك أنت لأنك تركت الجمل بما حمل وجعلتيها سيدة البيت دونك لدرجة أن من الزوجات من تردد : أنا ما أعرف مكان السكر أو الملح بمطبخي لأني لا أدخله.
هل هذه حياة زوجية؟ هل هي خادمة أم زوجة؟ فكري ودبري أمرك وكوني ربة البيت وأم العيال كما وصف ومدح النبي زوجته خديجة حبن سأل عنها فقال بكل اعتزاز وحب لها:
" إنها ربة البيت وأم العيال"