لدي مفكرة صغيرة، بحجم راحة يدي. أكتب عليها كل يوم قبل أن أنام، بضعة أشياء أنا ممتنة عليها لأنها حدثت معي في النهار. إنها لعبة نفسية تريحني، وتذكرني بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة. لا أفكر في الأمور التي كدرت نهاري، لا أفكر في مشاكل العمل ولا في شجاراتي مع زوجي، ولا في دراسة الأولاد المرهقة. أجلس فقط نصف ساعة مع نفسي وأكتب لكي أجد الأشياء الجميلة المخفية في يومي، ولم أعرها اهتماما كبيرا حين حدثت، كأنها لعبة العثور على الكلمات المخفية في رسمة. أمس مثلاً كتبت: - أنا ممتنة لأنني رأيت الابتسامة الجميلة على وجه زوجي هذا الصباح. - أنا ممتنة للشمس اللطيفة التي داعبت وجهي طيلة طريقي إلى العمل. - أنا ممتنة لأني شربت القهوة بهدوء قبل أن يأتي الجميع وسمعت موسيقى كنت اسمعها وانا مراهقة. - أنا ممتنة لأن أمي بعثت لي رسالة قالت فيها "الله يرضى عليك". - أنا ممتنة لأني وزعت صدقات اليوم على المحتاجين. - أنا ممتنة لأني عدت قبل الزحمة إلى البيت. - أنا ممتنة لأنني وجدت الوقت للعب مع طفلي. - أنا ممتنة لأني ما زلت أتمتع بكامل صحتي وعافيتي. - أنا ممتنة لأن زوجي عاد مسترخياً وليس متوتراً من العمل. - أنا ممتنة لأن لدي عائلة صغيرة وأننا نعيش في بيت صغير في مدينة آمنة وأن اليوم مر بهدوء. - أنا ممتنة لأني عشت يوماً آخر ولم أخطئ في حق أحد. وأنت عزيزتي، هل فكرت أن تتوقفي عن الشكوى وأن تتأملي الأمور الصغيرة التي تُعطى لنا كهدايا خلال اليوم ولا ننتبه لها؟ هل تستطيعين كتابة قائمة مثل هذه؟ جربي، لن تخسري شئياً.