رسالة من امرأة في الأربعين إلى امرأة في الثلاثين
عزيزتي الشابة الثلاثينية،
لقد سبقتك إلى هذا العمر الجميل، حين يكون كل شيء أوضح، حين تصبحين على معرفة عميقة بنفسك، ما تحبين فعلاً ما يزعجك حقاً. أنهيت دراستك وصار لديك خبرة وسيرة ذاتية عملية جيدة، ربما تكوني تزوجت أو لم تتزوجي مثلي. المهم أنك الآن في أحلى أيام عمرك.
للأسف اكتشفتُ ذلك الآن، وكنت أقضي ثلاثيناتي في القلق والخوف والاضطراب والركض والخوف من العنوسة والفزع من التجاعيد حين أكبر.
حسناّ، هذا هو الخبر الحقيقي التجاعيد ليست بشعة، وهي قادمة لا محالة، قد تؤجليها سنة أو سنتين لكنها قادمة مهما صرفت من نقود على الكريمات للهرب منها. أحبيها لكي تظهري جميلة فيها.
أحبي نفسك بكل ما فيها، أصبحت تعرفين عيوبك الآن ونقاط ضعفك، ويمكنك أن تعملي عليها بهدوء.
ابدئي بالرياضة وخذيها على محمل الجد، ولا تدخلي الأربعين إلا وأنت نحيفة لكي لا تصيبك السمنة في الخمسين، إن كنت ممتلئة الآن ابدئي في العمل على التخلص من الوزن، فهو أفضل للصحة في عمرك اللاحق. قومي بحماية نفسك بالعناية بها، كي لا تحتاجي من يعتني بك لاحقاً.
لا عيب في طلب المساعدة الآن من الآخرين، لا تصلي للأربعين مثقلة بالديون والأقساط ولا تكبلي نفسك بها، لأنها إن بقيت ستظل معك إلى الأبد ولن تنتهي منها.
اهدئي وحافظي على عملك مهما كان صعباً، حاولي تحقيق النجومية في عملك واستمتعتي بأن تكوني أفضل من يقوم به، وأن يعتمد الكل عليك، لأن هذا يعني أنك في الأربعين ستكونين في مكانة قيادية يعود إليك الكل للاستشارة والنصح في مجال عملك.
لا تضعي أي أقنعة، عيشي صادقة، لا تضغطي على نفسك لاحتمال أشخاص لا تحبين رفقتهم لأي سبب كان، لا تقبلي بأي زواج لأنك كبرت، لا تنجبي بسرعة خوفاً من العمر، تأني ولا تتخذي قرارت متسرعة خشية أن تكبري بلا زواج أو أطفال، تذكري أن السعادة موجودة في أشياء كثيرة في الحياة، إلى جانب السعادات التي لم نستطع بلوغها، أو لم تكن لنا.
سافري قدر ما تستطيعين، تمتعي بجمالك وصحتك وشبابك ومرحك وأناقتك وعطورك وعيشي حياتك، فهذه الفترة هي فترة الخصوبة النفسية والجسدية والعقلية، استمتعي.
تعلمي الاسترخاء من الآن، تخلصي من التوتر أولا بأول، وإلا كبرت مهددة في سن مبكر بأمراض الضغط والسكري والقلب والقولون والشيخوخة السريعة.
عزيزتي الثلاثينة،
استمتعي بالحياة.. فالشباب قصير جداً، مثل أزهار الربيع التي رغم جمالها سرعان ما تذبل.