الابنة المراهقة العنيدة.. أن تؤثّري فيها ولا تتحكمي
ربما تفكرين أو تفكر أنك فعلت ما بوسعك للتواصل مع ابنك أو ابنتك المراهقة، وربما يصيبك الإحباط من قلة التجاوب وصعوبة التواصل مع مزاجه العنيد.
في البداية لا بد أن نتذكر أن هذه السنوات هي السنوات المفتاحية للشباب والنضج، وأن ما يحدث فيها يؤثر بشكل أساسي على مستقبل الطفل والعائلة. وفي الحقيقة إن كل ما يمكن للوالد أو الوالدة فعله في هذا السن هو التأثير في المراهق أو المراهقة وليس التحكم فيهما.
التأثير وليس التحكم
لماذا؟ لأنهما في مرحلة الثورة النفسية والعاطفية ومرحلة تكون الشخصية، والرغبة في الظهور مختلفا عن كل من حوله، فريدا، مميزا، لذلك يجد تقبل الأوامر صعبا ولذلك يعصيها، وفي الحقيقة إن معظم الآباء والأمهات يفشلون في التواصل مع المراهقين لأنهم يريدون التحكم بهم وليس التأثير فيهم.
ما أن نفهم هذه القاعدة، تصبح الخطوة التالية هي فهم الأمور التي يمكن أن تؤثر في ابننا أو ابنتنا المراهقة والعمل عليها.
هل تفهمين شخصية ابنك أو ابنتك؟
وفي البداية لا بد أن تفكري جيداً بشخصية ابنك أو ابنتك. هل يعاني من توتر شديد معظم الوقت، هل يكره المدرسة، هل يحبها؟، هل يعاني من قلة ثقته بنفسه، هل يعاني من شدة ثقته بنفسه؟ ما هي فعلا شخصية ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة؟ هل تعرفين؟ لأنك لا يمكن أن تؤثري فيها إذا لم تكوني تفهميها. وتعرفي ما تحب وتكره، نقاط قوتها ونقاط ضعفها.
عذراً، لكنك جزء من المشكلة
تذكري أنك قد تكوني جزءا من المشكلة في حياة ابنك أو ابنتك، أو ربما يكون الأب هو مصدر المشكلة، كوني صريحة مع نفسك واسأليها وأجيبي بصدق، إلى أي حد أنت ديكتاتورة في البيت مع أبنائك؟ ما هي مساحة الحرية التي تعطيهم إياها وهل هي كافية؟ ما هو شعوره نحوك؟ وهو شيء يمكنك فهمه من رد فعله أو فعلها حين تتحدثين إليه أو إليها؟ هل يصبح المراهق دفاعياً؟ هل يهاجمك بالنقد والكلام والتجريح؟ هل يصرخ؟ هل يحتفظ بهدوئه؟ هل يصغي إليك أم يقاطعك على الفور؟ كل هذه الملاحظات تساعدك على فهم كيف يفكر ابنك أو ابنتك بك؟
تخلصي من طريقة الكلام معه أنه طفل، تكلمي معه كما تتحدثين مع شخص راشد، لا تثوري وتبدئي في التقريع بمجرد شعورك بالغضب، الحديث مع المراهق يحتاج إلى تفكير بالطريقة المؤثرة والوقت المناسب، والحصول على انتباهه طيلة المحادثة.
الكلام أخذ وعطاء
تذكري أنك تتعرفين إلى طفل كبر فجأة، وتتلمسين شخصيته وأنه يحاول إخفاء الكثير من حياته عنك، ابدئي الحوار بضرب مثل عن نفسك وأنت في عمره، قولي لك أنك تفهمين غضبه أو إحباطه أو مشاعره مهما كانت.
تذكري انك لا تلقين خطبة أو محاضرة، وأن الكلام أخذ وعطاء، اتركي له المجال أيضال ليتكلم. أحيانا ادخلي غرفته وقولي له إنك بحاجة إلى الفضفضة إليه، قولي له سراً اكشفي له جزءا من همومك في العمل، أطلبي مشورته وماذا يقترح.