ضرر الشخصيات الكرتونية على طفلك
يتأثر الطفل بكل ما يدور حوله ويقلده، ويعبر عن هذا التأثر بطرق عديدة. إذ تتطور لديه القدرة على تقليد التجارب المحيطة به. وبمجرد أن تنمو قدرته هذه، تصبح من الأنشطة الأساسية لديه فتعتمد ألعابه على التقليد ويقوم بعمل خطط. ويتقمص أدواراً يعبر بها عن مشاعره تجاه العالم من حوله. كما تقول منى أحمد كاظم، استشارية صعوبات التعلم والتربية الخاصة خبيرة تشخيص متلازمة إيرلين.
والقصص، التلفزيون، والحكايات المصورة من مصادر الخيال والتقليد عند طفلك، وجميعها تشترك في شيء واحد هو البطولة. وهي ليست مفهوماً واقعياً فقط، ولكنها تمتد إلى أشهر الشخصيات الخيالية في التاريخ. غالباً ما يتضمن لعب الأطفال، الذي يقوم على أساس تمثيل أدوار معينة، شخصيات خارقة من الشخصيات الكرتونية التي يرونها في أفلام الكرتون. الشخصيات الحالية التي تسيطر على خيال أطفالنا هي رموز، مثل: سوبرمان، باتمان، سبايدرمان. وممارسة طفلك اللعبة وتمثيل دور خاص لشخصية من الشخصيات الخارقة المحببة له، يمكن أن يعرفاك الكثير عن شخصية طفلك. كما يساعداك على تعليمه فن أسلوب التعامل مع الآخرين. ويكتسب من خلالها القدرة على حل المشكلات، بالإضافة إلى أن هذا النوع من اللعب يسمح لك بمناقشة مفهوم القوة معه، وتحسين مهاراته اللغوية، وتشجيع الإبداع عنده.
ومشاهدة فيلم مثل سبايدرمان ممتعة لكل طفل. اجلسي معه وشاهداه معاً، ثم تناقشي معه حول الفيلم. ركزي على الجوانب الإنسانية في البطل، ووضحي له أن البطولة لا تعتمد بالضرورة على القوة البدنية. وسيعطيك هذا فرصة لتعديل أو دعم سلوكياته أو مفاهيمه.
يمكن أن تعرفي طفلك بشخصيات إيجابية مثل طه حسين، وهيلين كيلر. اشرحي له لماذا نعتبر هذه الشخصيات خارقة. وعندما تخرجين مع طفلك، ابحثا عن شيء يحتاج إلى التحسين أو عن شخص يحتاج إلى مساعدة وقوما معاً بهذه الخطوة لكي يشعر طفلك بأنكما بطلان. ولكي يتعلم التمييز بين الحقيقة والخيال، شاهدي معه الأفلام المناسبة، وساعديه على فهم الخدع الموجودة في الأفلام. اشرحي له كيف أن التكنولوجيا الحديثة تستخدم لإخراج مثل هذه المشاهد الرائعة. هذا قد يحفز طفلك إلى اهتمامات جديدة ليس فقط في النواحي التكنولوجية وإنما في مجالات الإهتمامات الأخرى.
قومي بدور إيجابي عندما يبدأ طفلك في اللعب. اشتراكك في لعبه سيزيد الترابط بينكماً.
ولعبة تمثيل الأدوار تسهم بشكل كبير في تحديد المشاكل عند طفلك بالنسبة إلى نموه الاجتماعي، العاطفي، أو الإدراكي. والتدخل الصحيح أثناء اللعب قد يكون له أثرا كبيرا في مساعدته على التعامل مع مشاكله. كذلك يمكن الإجابة على بعض الأسئلة من خلال الإشراف على هذا النوع من اللعب أو المشاركة فيه.
أظهري لطفلك تقديرك لشعوره بالمسؤولية. هذا الاهتمام بمجريات حياته اليومية وسلوكياته الإيجابية يخلق بداخله شعوراً بالاطمئنان أنك تهتمين بمهاراته وأنه مهما، مما يساعد على زيادة ثقته بنفسه.