مطلّقون ومطلقات يحوّلون أبناءهم إلى جواسيس وضحايا ومنبوذين
وعدناكم من قبل أن نلقى الضوء على التسامح برمضان بين المطلقين بعد أن عرضنا صورا من التسامح بين المتزوجين. والحقيقة أن التسامح بين المطلقين له صور عديدة وجميلة نختار منها ما يلي :
# أولها وأخطرها هو الإحسان ماديا إلى طليقتك وأبنائك بعد الطلاق، لأن وجهة النظر السائدة مع الأسف عند الكثير من المطلقين هو أنه - بعد الطلاق - يجب تقليل نفقات المطلقة والأبناء.
فلو كانت الأسرة ينفق عليها الأب 5000درهم مثلا للمأكل والمشرب والملبس فيجب أن تخفض لثلاثة أو اثنين فقط.
وكذلك سكن الأبناء الذي كان أربع غرف يجب استبداله بسكن غرفتين أو غرفة، وهكذا يظهر ويبدأ التقتير والبخل من المطلق على ابنائه بعد الطلاق بلا مبرر ولا سبب إلا أنه وقع طلاق، مع أن الشرع يأمر بالإحسان بعد الطلاق لأبنائه وطليقته.
والإحسان معناه العطاء الزائد عما كان عليه قبل الطلاق فإن تعذر ذلك فلا أقل من أن ينفق عليهم بنفس مستواهم من قبل لأن عدد الأبناء هو هو ومصاريفهم هي هي والتعليم هو هو والملبس هو هو ، فلما التقتير عليهم؟ هل هو يعاقبهم لأن أمهم طلقت أو لأنها طلبت الطلاق ؟
# من صور التسامح برمضان أن يعدل الأب بعد الطلاق بين أبنائه من مطلقته وزوجته الثانية، سواء في ملابس العيد أو المصروف أو الخروجات أو السفرات أو مستوى التعليم والعلاج. فالطلاق لا يعني أن أولاد المطلقة يصبحون هم المنبوذين وأولاد الزوجة الحالية هم المقربين فالكل أولادك من صلبك ولحمك ودمك وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. أليس كذلك؟
# ومن صور التسامح أيضا أن يحاول الأب التقريب بكل وسيلة بين الأخوة من المطلقة والأخوة من الزوجة الثانية ويغرس الحب بينهم.
# ومن صور التسامح ألا تحرم المطلقة الأب من رؤية أبنائهما المحضونين وألا تحرضهم عليه ولا تشوه صورته أمامهم حتى لو بدرت منه بعض الأخطاء.
وألا يستخدم الأب المحضونين جواسيس على مطلقته بنية معرفة أخبارها للوقيعة بها بغرض اسقاط الحضانة عنها يقول النبي الكريم :( من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته)فاحذر ايها المطلق من ذلك لأن هذه الأفعال تقلل ثواب الصوم وتضيع الأجر
# ومن صور التسامح بين المطلقين أيضا ألا تثقل المطلقة على كاهل المطلق، خاصة ان كانت تعمل وميسورة الحال فذاك باب من باب التقوى والاحسان وهو أن تتحمل معه نفقات الابناء في حال عسره تفضلا منها وفضلا لا فرضا، فإن فعلت فنعم الأم هي ونعم المرأة وربما كانت شهامتها تلك سببا في رجوعهما لبعضهما كزوجين يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت).