في العادة، بعد الانتهاء من تصوير فيلم ما، يتم تفكيك الديكورات المكلفة التي تم بناءها في موقع التصوير إما لإستخدامها في أفلام أخرى، أو مجرد تركها في ما يعرف بـ«مقبرة هوليوود». لكن ديكورات فيلم «بوباي» الذي أخرجه روبيرت التمان وشارك فيه النجم الراحل روبين ويليامز في دور بوباي، عام 1980، تحولت اليوم إلى متحفا في الهواء الطلق ومجمعا للترفيه العائلي ومقصدا سياحيا مهما يستقطب الزوار والسياح في خليج أنكور في مالطا. صحيح أن فيلم «بوباي» اعتبر فيلماً فاشلاً ولم يحظَ بإعجاب النقاد على الرغم من جمعه 49 مليون دولارا، إلا أن قرية بوباي التي بنيت لتكون موقعاً لتصوير الفيلم في خليج أنكور في جزيرة مالطا، تفوقت على الفيلم ذاته ونجحت في أن تصبح مقصداً سياحياً لا يزال يدر أرباحاً على سكان المناطق المحيطة بها إلى يومنا هذا. القرية وضع رسومها وولف كروغير، وبنيت خلال سبعة أشهر من عام 1979، وهي تتكون من 19 مبنى خشبياً. ومن يزورها حالياً سوف يفاجأ بأنها تختلف عن تلك التي تظهر في الفيلم. فهذه الأخيرة كانت ألوانها داكنة وغير صاخبة، وذلك للسماح بإبراز قوة الألوان المفرحة لأزياء الشخصيات. غير أن السكان المحليين قاموا بعد انتهاء تصوير الفيلم، بطلاء جدران مباني القرية بمختلف الألوان الصاخبة، فتحولت إلى قرية ترفيهية رائعة أثارت دهشة كروغير نفسه عندما زارها مؤخراً.