كشفت دراسة حديثة أجراها مجلس أبوظبي للتعليم عن تعرّض اثنين وأكثر من أصل خمسة أطفال للسلوك العدواني والسخرية والإساءة اللفظية أكثر من مرةٍ في مدارس أبوظبي.   ونظراً لما تواجهه العديد من العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة من احتمال تعرض أولادهم لسلوكٍ عدواني في المدارس في مرحلةٍ ما من مسيرة أطفالهم التعليمية، سيتناول كل من الدكتور رون سلابي والدكتورة كيم ستوري، مؤلفا دليل ’مراقبة السلوك العدواني في مرحلة الطفولة المبكرة‘ (Eyes on Bullying in Early Childhood Toolkit) هذه المسألة في محاضرةٍ تحمل عنوان "التنمية الأخلاقية والعاطفية للأطفال الصغار: "تجنب السلوكيات العدوانية يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة" المُقامة خلال محاضرات التربية مع الآباء والأمهات التي تستضيفها مؤسسة ’سلامة بنت حمدان آل نهيان‘يوم الاثنين 2 مايو.   كما سيكشف الدكتور سلابي والدكتورة ستوري الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء السلوك العدواني للأطفال الصغار، وسيقدمان النصائح التي تتعلق بتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين بلطفٍ واحترام، بالإضافة إلى السيطرة على السلوك العدواني قبل ظهوره.   وفي هذا السياق عقّب الدكتور سلابي، خبير أول في مستشفى الأطفال في بوسطن/ كلية الطب في جامعة هارفرد قائلا: "من السهل على الآباء والمعلمين التغاضي عن علامات السلوك العدواني التي يُظهرها الأطفال، فنمط التفكير هذا يُعتبر أمراً شائعاً؛ حيث يعتقد البالغون أن الأطفال الصغار غير راشدين وغير قادرين على القيام بالسلوك العدواني المتعمّد الذي يؤذي الأطفال الآخرين. من المهم جداً إدراك العلامات الأولى التي تُنذر بالتنمر والسلوك العنيف حتى يقوم الآباء والبالغون بتعزيز السلوك الأخلاقي وزرعه في الأطفال خلال سنواتهم الأولى، فإن لم يتوقف السلوك العدواني، سوف ينمو وينتشر بلا شك".   أردفت الدكتورة ستوري، أخصائية تأهيل الطفل ومستشارة الإعلام التربوي: "على الرغم من نتائج الأبحاث التي تشير إلى أن ظهور السلوك العدواني بعمر ثلاث سنوات من شأنه الإشارة إلى علاماتٍ مبكرة تنذر بالميل إلى التّنمر في المدارس لاحقاً، إلّا أنّ بذور التعاطف والمهارات الاجتماعية هي موجودة أيضاً لدى الأطفال الصغار، لذا ينبغي تعزيز السلوك الأخلاقي حتّى يدرك الأطفال عندما يكبرون الفرق بين الطرق الصحيحة والخاطئة لمعاملة الناس".   تُعد محاضرة "تجنب السلوكيات العدوانية يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة" ‘ الجزء الثاني من محاضرتين عن التنمية الأخلاقية والعاطفية للأطفال الصغار"، حيث تناولت البحث حول التنمية الاجتماعية والعاطفية والأخلاقية لدى الأطفال وإبراز المهارات الأساسية التي تساهم في نجاح الطفل في تكوين العلاقات، والمدرسة والحياة بشكلٍ عام". قامت الدكتورة لوبا فولك فايجنبيرج، مديرة مشروع ’ميكينج كيرينج كومون‘ في جامعة هارفارد، بتقديم المحاضرة الأولى التي حملت اسم ’تنشئة أطفال يهتمون بالآخرين وبمجتمعاتهم‘ في 14 مارس، وأدار الجلسة الدكتور جاستين توماس، أستاذ مساعد في علم النفس، جامعة زايد بأبوظبي.   وفي هذا الصدد، أكدت الشيخة شمسة بنت محمد آل نهيان، مؤسسة ورئيسة برنامج ’تنمية المرحلة المبكرة لحياة الطفل في مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: "قد تواجه التربية الأخلاقية للأطفال الذين نشؤوا على قيمٍ تربوية حسنة تحدياً وصعوبةً في ظل تعرضهم لحالات التعنيف المعقدة بشكلٍ يومي، كما يبدو أن إدراك الوالدين والمعلمين لسلوك الأطفال العدواني أمرٌ صعبٌ في مراحلهم العمرية الأولى؛ حيث يبدأ هذا السلوك بالظهور في البيئة الاجتماعية لمرحلة ما قبل المدرسة، وفي بيئة الحضانة أو مجموعات اللعب، وتعطي هذه البيئات الفرصة للبالغين لغرس القيم في نفوس أطفالهم وتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية".