جرح في العلاقة: تقليل واستصغار لكل ما يقدّمه الزوج
طفلك عندما تشجعه على عمل طيب قام به، فإنه يتحفز أكثر لحسن العمل. وتلميذك في المدرسة عندما تثني عليه وتشجعيه مهما كانت محاولاته بسيطة فإنه سيسعد ويجتهد ليكون أفضل وأفضل، بل أنت نفسك حين يمتدح المدير عملك تشعرين برغبة أكثر في الإنتاج.
وكذك الأمر لشريك الحياة عندما يقطع نفسه إرضاء لزوجته وأبنائه ويبذل الغالي والرخيص من أجل إسعاد الزوجة، ويحرم نفسه ليشتري لهم ما يحبون، ويحرم نفسه الراحة والنوم ليتنزه أو يسافر بالإجازات ليسعدها، ثم لا يكون المقابل كما يقول صاحب المسألة إلا التحقير والاستهتار من الزوجة والمقارنة الدائمة والحرص الشديد على إشعار الزوج بأنه أقل الرجال عطاء وأقل الرجال إحضاراً للهدايا، وأقل الرجال تقديماً للمال والمساعدة وأقل الرجال في العطاء العاطفي والجنسي وأقل الرجال في النفقة وأقل الرجال في كذا... وفي كذا .... وفي كذا...يا ترى كيف يكون شعوره؟
يقول أحد الأزواج: أنا رجل بيتوتي أحب بيتي وأسرتي وتقربيا ليس لي أصدقاء، خروجي مع الأبناء والزوجة، أحضر لهم كل ما يريدون وأخصص للزوجة والأبناء مصروفا شهرياً كبيراً وسيارة وخادمة، ونسكن في أفخم الأماكن ونسافر في العام مرتين أو ثلاث مرات وتلبس زوجتي وأبنائي أغلى الماركات، وكل ما كنت أتمناه أن أرى الرضا بكلمات وعين زوجتي، لكن مع الأسى للأسف فبرغم من كل ما أقدّمه إلا أن زوجتي ما أن تجلس مع قريبة أو صديقة لها وتعرف عنها شيء بسيط زائد عما تتمتع به بحياتها معي إلا صبت على العذاب صبا بكلماتها الجارحة مثل قولها لي مثالا لا حصرا:( شوف زوجة أخيك يضع راتبه بيدها وحسابه البنكي يصب في حسابها.. شوف زوجة صديقك فلان شاري لها خاتم ألماس مش الطقم الذهب اللي جيبته بالشهر الماضي... شوف جارتنا زوجها اشترى لها سيارة بمائتي ألف وسيارتي أنا بثمانين الف... أنا أقل الناس وغيري مفضل ومنعم ... ليه ما يكون عندنا خادمتين مثل أم فلان... )
وهكذا أعيش في جحيم التحقير لكل ما أقدمه لها لأكتشف أن أغلب من تتكلم عنهن نساء موظفات يساعدن الزوج بالبيت والمصاريف ويقدمن من راتبهن لخدمة المعيشة والحياة الزوجية، ولكن زوجتي لا تعمل وأنا لا أحرمها من شيء، ومع ذلك تحقر دوري وكرمي وعطائي مما دفعني منذ 7 أشهر للتقتير معها وتقليل المصروف والخروجات والسفر.
وكانت المفاجأة يا سيدي أنني لما فعلت ذلك تغيرت ولانت وسكتت عن كلماتها الجارحة وكأنها كانت تتبع ذاك الأسلوب لكي أزيدها طمعا منها وهي تعلم بقرارة نفسها أني زوج كريم وسخي.
فماذا ترى من حل لمشكلتي معها يا سيدي؟
الجواب: الحل أنت وضعته واتبعته بنفسك فاستمر عليه، فلا يشعر بالنعمة إلا من فقدها وزوجتك من هذه الشخصيات، زهدت فيما معها وما تقدمه لها وظلت تتطلع لما في أيدي الناس وتقارن فلما حرمتها قليلا أحست بقيمة ما كانت عليه من نعمة وخير فتراجعت واستيقظت قبل ان تخسر مائة بالمائة، وها أنت عرفت مدخلها وعلاجها فاستعمل الدواء كلما ظهر المرض.