من المعروف أن القانون ولله الحمد في أغلب الدول العربية وخاصة الخليجية ينصف حق المرأة سواء كانت زوجة او حتى بعد الطلاق، بل ويحافظ على حقوق الأبناء كاملة. الطامة الكبرى والكارثة التي تحدث عندما تستغل بعض النساء تلك القوانين كوسيلة وسيف على رقبة الزوج، رغم نصحه وارشاده لها بسماع كلامه وطاعته لكنها بعد أن تعمل، ويصير لديها راتبها الخاص وسيارتها وبعد أن تفتح لها الحياة ذراعيها بمتعها وفتنها تبدأ في إيذاء الرجل نفسيا والضغط عليه ليطلقها. وهي تقصد ما تفعل حيث تعرف أن القانون سيعطيها الحضانة والسكن والنفقة واجرة الحاضنة وتوفير خادمة ومواصلات ومصاريف التعليم والعلاج. أتكلم هنا عن قلة من النساء اللاتي لا يعرفن معنى الزواج ولا يعرفن حق الله تعالى في تربية الأبناء فهى تنظر فقط لأهوائها ورغباتها وتقول بلسان حالها (انا وبعدي الطوفان) ولا أعمم كلامي وأنما أخشى أن تتحول لظاهرة يقول صاحب المسألة: بعد سنوات من زواجنا، حصلت زوجتي على عمل، ومنذ أن اشتغلت بدأت تخرج دون إذني وتقول لي : لو مش عاجبك طلقني . وانا أمسك نفسي عنها فلو صارخت عليها أو طالتها يدي سأعاقب قانونيا، ولو صمت ستستمر في طعن رجولتي فلا قوامة لي عليها خاصة انها بدأت تسهر مع صديقاتها للساعة الواحدة والثانية بعد منتصف الليل. ولما أدخلت اهلها بالموضوع لينصحوها سكتوا والسبب أنها تساعدهم بالمال والكلمة كلمتها والرأي رأيها. حاولت بطريقة أخرى لردعها فهددتها بالطلاق فكان ردها: عز طلبي ومناى يا حبيبي لأني على الأقل سأستريح من محاسبتك لي على طلوعي وخروجي . زاد غيظي وألمي منها نفسيا ولم استطع حتى ان اطلقها لأني ماديا لا اقدر على توفير سكن لي وسكنا لها ولأطفالي منها، وراتبي ضعيف وهي تستغل هذا الأمر وتتحدي رجولتي بالبيت وتعمل ما تريد وتتصرف كأنها ليست متزوجة وأنا تدمرت من تصرفاتها ولا أدري ما العمل يا سيدي. جلسنا مع الزوجة فاكتشفنا أنها تريد أن تغير حياتها وأنها ما عادت تحبه. فنصحناها بألا تتسرع وأفهمناها بأن الحب والعواطف ليست كل شيء بالحياة هناك طفل يحتاج لوجود الأبوين معا واذا ذهبت تتزوج وذهب الأب ليتزوج فسيضيع الأبناء ويعيشون إما مع زوجة أب أو زوج أم ولن يكونا أرحم من الأبوين عليهم . لكن –رغم النصح- الزوجة أصرت على الطلاق مع مطالبته بكافة الحقوق رغم أن الزوج لم يقصر من قبل معهاماديا ولا عاطفيا، هي التي لا تريده . فلما وجدنا إصرارها اقترحنا عليها أن تتناصف معه نفقات الأبناء حتى لا يكون كما يقال: موت وخراب ديار بالنسبة له لأنه لم يرد الطلاق بل أراد زوجته وأبناءه وبيته. وشرحنا لها أنها طالما تريد الانفصال ليس لتقصير من الزوج أو ضرر وقع عليها، فيجب أن تتنازل عن حقوقها ولو استطاعت ان تتحمل جزء من نفقات الأبناء يكون أفضل، فاستجابت الزوجة وتفهمت ذلك وان هذا هو العدل. وبالنهاية قلت لها كلمة أهديها لكل من تفكر بنفس هذا التفكير: فبرغم ان الاسلام أباح لك أن تختاري حياتك لكن بالوقت نفسه قالها الفاروق عمر رضى الله عنه كلمة تكتب بحروف من ذهب : ليس كل البيوت تبنى على الحب بل على الاسلام والشرف. ليست كل البيوت بعد مضي سنين الزواج تعيش في حب بل الحب يقل وتظل الرحمة والألفة والتراحم والعطف على الأبناء والمشاركة في اسعادهم فالاحترام اكسير الحياة الزوجية حتى وان قل الحب . أختى الكريمة كم من زوجة ضحت بالابناء والزوج الأول من أجل حب وزوج جديد لكنها اصطدمت بالحقيقة بعد زواجها الاني عندما تشاجرت يوما مع زوجها الجديد فذكرها بماضيها وبانه لا يثق فيها وقال لها: التي رمت أبناءها من قبل سهل عليها ترمي أي زوج أو رجل جديد بحياتها بعد ذلك. من الأفضل أن نصلح من شريك الحياة الحالي قدر المستطاع دون أن نجبر أنفسنا على الحياة أعنى اننا يجب ألا نحكم على الأمور بنظرة عاطفية فقط بل يجب إعمال العقل والشرع والظروف الاجتماعية ووجود أبناء عند التفكير بالانفصال لأن الحب وحده لا يكفي. هناك امور اخرى يجب أن ندرسها جيدا. فمثلا عندما تريد المرأة الزواج بأخر بعد طلاقها من الأول فإن القانون أعطى الحق للزوج الأول بضم الحضانة إليه فهذه كلها أمور يجب أن تدرسيها قبل أن تطلبي الطلاق.