قصة واقعية: طلاق لأنه سليط اللسان
عرفنا الحب عطف وحنان ، عرفنا الحب رحمة وامتنان، عرفنا الحب ثناء ومدح لمن تحب، ولم نعرف الحب تجريح وإهانات ولو بدافع الغيرة أو غيرها من الدوافع، جئت اليوم أقول لكل شريك حياة :
لا تجرح من تحب ...
قد يغفر شريك الحياة وينسى تجريح الناس البعيدين عنه، لكن يصعب عليه ان ينسى جرح الحبيب والزوج له، لأنه شريك حياة، فأثره كبير وجرحه عميق.
كلماتك الحلوة لمن تحب سترفع روحه وطاقاته الايجابية لتصل عنان السماء وكلماتك الجارحة قد تقتله وتميته ولو كان يتظاهر أنه يعيش، ما الداعي للكلمات الجارحة، والمواقف الجارحة التي تقتل الحب إن استمرت وتكررت منك؟
يجب أن تعرف أن كثرة التجريح لمن تحب ستفقده الأمان معك يوما ما ،وسيراك عدوا لا حبيبا وزوجا، سيندم بسبب جروحك له أن قضى هذا العمر معك.
تقول الزوجة حياة: جئت اطلب الطلاق لا لنقص نفقة ولا لعدم وجود سكن ولكن لسبب واحد وهو أن زوجي يتعمد دوما أن يجرحني بالكلام منذ أن تزوجنا وتعود على ذلك، عندما يناديني وانا بالمطبخ ولا أرد لأني فعلا لم أسمعه يقول لي: انت طرشة؟أنت أهلك ما علموك الاحترام؟ واذا لم يعجبه الطعام قال:لو أمك بتفهم لعلمتك الطبخ.انتم ناس ما فيكم خير.. واذا خرجنا بالاسواق واشتريت الاغراض وأحس بأنها زيادة شوية يرميني أمام الناس بكلام جارح فيقول: أنت ما بتشبعي طلبات ؟ خربتي بيتي الله يلعنك..
زوجي يا سيدي سليط اللسان، وخاصة عند الزعل والخصام، يقول أحيانا لأولادي إن احتاجوا شيئا ما روحوا اسألوا أمكم الغبية أمكم الجاهلة أمكم كذا وكذا... وأقل ألفاظ صار يرددها أولادي لبعضهم (يا حيوان يا واطي) وانا ما تربيت على هذه الكلمات والألفاظ كان أبي يحترم أمي وأمي تقدر أبي ونتبادل بالبيت أعذب الكلمات، اما زوجي فلا يسمعني الا ما يجرح قلبي من عتاب وتأنيب وتحقير وسب.. والمصيبة أنه يدعي بعد ذلك أنه يحبني وإن هذه الكلمات عادية وما يقصد يزعلني بها.
طلبنا الزوج وجلست معه فعرفت ان البيئة التي نشأ بها مختلفة عن بيئة الزوجة، وأنه لم يكن يظن ان كلماته آذتها لهذه لدرجة ان تطلب الطلاق وكان متعجبا لموقفها.
فقلت له: أنت جرحتها كثيرا بكلامك وأصعب شيء أن تهان الزوجة من زوجها ليل نهار وتوبخ بهذا الشكل الدائم. سألته : هل تمدحها حين تصنع لك شيئا حسنا بالبيت؟ قال: أنا الصراحة لا أعلق ولا أمدحها حتى لا تكبر رأسها .. قلت له: هذا خطأ منك كبير بالتعامل لأن الطفل مثلا كلما شجعته ومدحته حاول ان يقدم الأفضل فما بالك بالكبير .
الزوجة بالبيت إن لم تشجعها وتسمعها الكلام الطيب والثناء الحسن على حسن صنيعها ستكره الحياة وستجف ينابيع الحب بينكما. قال صلى الله عليه وسلم: "رفقا بالقوارير".
قام الزوج مقتنعا وعرف أين الخلل وصالح زوجته ووعدها بأن يغير من اسلوبه ويبعد الكلام الجارح من قاموس حياتهما وقال: أنا فعلا يا سيدي كنت أحزن على امي زمان لما كان أبوي يجرحها بكلامه وتبكي أمامنا ولا أريد تكرار مأساة أمي لأني فعلا أحب زوجتي وسأغير من طباعي وأعدها بذلك.
يظل أن نقول إن تغيير الطباع ليس سهلا، ويحتاج إلى وقت وجهد من الزوج واحتمال من الزوجة، ولكن سلاطة النساء سببا قويا لفشل العلاقة الزوجية والحكم على من فيها بالتعاسة.