ما الذي يجب قوله؟ كيف يمكن أن تترك انطباعاً أوّلياً جيداً؟ كيف يمكن مواصلة الحوار؟ هذا النوع من الأسئلة يجعل اللقاء بأشخاص جُدد محرجاً وصعباً نوعاً ما. لكن الإنسان يحتاج دائماً إلى توسيع دائرة معارفه ولا يستطيع عزل نفسه عن الآخرين، فقد بيّنت الأبحاث أن بناء العلاقات أمر ضروري للشعور بالسعادة، والقدرة على التواصُل مع الآخرين مفتاح الحصول على فرص العمل وضمان مستقبل مهني واعد. لهذا، انكْبَّ خبراء في علم السلوكيات على وضع استراتيجية لضمان أن تكون محبوباً من أول لقاء. فبحسب روبن دريك، رئيس برنامج تحليل السلوكيات في وكالة التحقيقات الفيديرالية الـFBI، فإنّ الإنسان قادر على أن يجعل الآخر يستلطفه أو يُحبّه من أول لقاء تعارُفي، في حال اتَّبع استراتيجية النقاط السبع التالية:   1 - الحرص على معرفة آراء الآخَر والاطّلاع على أفكاره من دون إصدار أي حكم عليه، أو تبْيَان أيّ رَدّ فعل سلبي، لاسيّما إذا كانت آراؤه تتعارض وتفكيرك.   2 - اترك ذاتك جانباً، ركّز على آراء الآخر وحاجاته ورغباته. يُستحسن أن تؤجِّل أي رغبة لديك في تصحيح ما يقوله، أو ُمعارضته بهدف إظهار براعتك في حقل من الحقول المعرفية. بمعنَى آخر، تقبل كل ما يقوله برحابة صدر.   3 - كن مستمعاً جيداً وفضوليّاً. لا تتردد في طرح أسئلة عدّة عن أمر ما قاله وشعرت بأنه أثار اهتمامك. لا تحاول التباهي أمامه بقصصك المعروفة، ركّز على حديثه وما يحاول أن يقوله لك.   4 - اطرح دائماً على الآخر السؤال التالي: «ما التحدّيات أو الصعوبات التي واجهتك في العمل أو في حياتك مؤخراً؟ جميعنا نواجه صعوبات وتحدّيات، وأغلبيتنا نُحبّ أن نتحدث عنها.   5 - وضع حَدّ زمني في بداية الحديث مُمكن أن يُريح هذا الآخر من الناحية النفسية، لأنه سيُدرك بأنه لن يكون مُلزَماً على البقاء معك طيلة الوقت. مثلاً يُمكنك القول له في بداية الحديث، إنك لن تتمكن من البقاء طويلاً لأنك مُرْغَم على المغادرة بعد خمس أو عشر دقائق.   6 - ابتسم دائماً، وأبقي ذقنك منخفضاً قليلاً. في المقابل، احرص على أن تُبقي كَفَّي يديك إلى الأعلى كدليل انفتاح، كما احرص على أن تكون وضعيّة جسمك مائلة قليلاً حتى لا توحي بأنك تُحاول استفزازه أو التفوّق عليه.   7 - في حال شعرت بأنّ هذا الآخَر يُناور في حديثه ويتلاعب بكلماته، سارع إلى الطلب منه أن يكون واضحاً في شأن ما يُريده، من دون أن تبدو عدائيّاً أو هجوميّاً.