من المعروف أن الشعوب الشرق آسيوية تقدس العمل، وأ،ها شعوب نشيطة ومنتجة، خاصة في اليابان والصين، والأمر فعلاً متعلق بالثقافة نفسها التي تعتبر العمل محور الحياة، ومن دونه لا يمكن للإنسان أن يكون متوازناً. وهذه الثقافة يتم غرسها في الأطفال منذ الصغر، وهذه بضعة طرق يتبعها الصينيون في تربية أبنائهم لتحبيبهم في العمل: # يقع على عاتق الأطفال في البيت جزء من المهام اليومية في مرحلة مبكرة، بحسب قوة الطفل، قد يكون مسؤولاً عن جزء من الحديقة، وأي تقصير فيها هو مسؤوليته، أو قد يكون مسؤولاً عن سقاية النباتات الداخلية في مواعيدها، أو تنظيم وترتيب الأسرة، المهم أن لديه واجب يومي يستغرق من نصف ساعة إلى ساعة من العمل الذي يكافأ عليه أو يعاقب إن أخفق. # لا يطري الصينيون كثيراً على أبنائهم، يفعلون ذلك من وقت إلى آخر لكي يكون له قيمة معنوية كبيرة عند الطفل ويقدره ويعرف أنه فعل شيئا مهما ليلقى هذا الإطراء من والديه. لذلك يتفانى الطفل خصوصا في المناطق الريفية حتى يحصل على ما يعبر عن رضا والديه عن عمله. # بعد أن يقوم الطفل بعمله بشكل جيد لفترة طويلة يحصل على هدية رائعة كان يتمناها. لكن هذا يعني أن عليه أن ينتظر طويلاً ويعمل بكد لكي يحصل على هدية أخرى مثلها. # ليس في ما مضى قسوة كما قد يخيل للبعض بل إنها طريقة لتعليم الطفل الصبر وأن الأمور الجيدة تأتي بعد تعب، وأن الحياة ليست سهلة ومتاحة وأن العمل هو الذي يجلب المتع في النهاية وليس الكسل. # العقاب عليه أن يكون صارماً عند التقصير الذي لا يغتفر، بمعنى الخصام والمقاطعة، وهذا يشمل الأب والأم. فلا يجوز أن يكون أحدهما سعيد بإخفاق طفله والآخر غاضب. لكنها مقاطعة لا تستمر طويلاً بل يوماً واحداً لا يتكلم فيه الأبوان مع ابنيهما لكي يعود ويعتذر ويشعر بقيمة التواصل مع أبويه وإنجاز المهام المتوقعة منه. # أجل يمكننا أن نطبق بقليل من التعديلات في بيوتنا التربية الصينية على العمل، وإننا نفعل ذلك فعلاً بطرق مختلفة. دعونا نتفق أننا أصبحنا نغدق على أبنائنا في الألعاب والملابس والهدايا وهذه بعد فترة من كثرتها لا يعود لها تأثير في التربية أو قيمة، مهما كان وضعك المادي جيد على الطفل أن يعرف قيمة المال والعمل والهدية والمكافأة. وليس مطلوبا أن تكوني بخيلة ولا قاسية على طفلك بل معاملته برفق وحزم في آن. معادلة صعبة لكن تحقيقها ليس مستحيلاً.