مشكلة ومعضلة كبيرة تتعرض لها كثير من الزوجات المقهورات بحياتهن الزوجية، فبرغم إيذاء الزوج لها ومعاناتها معه طوال سنين الزواج فهو يساومها إن طلبت  الطلاق أن تتنازل عن حضانة أبنائها وهذا المقال تعمدت  فيه أن أقدم النصيحة لكل زوجة طلبت الطلاق  لأسباب شرعية ومنطقية أقول لها: إياك والتنازل عن حضانة الأبناء مقابل طلاقك لأسباب كثيرة منها: أولا: لا يوجد بالقانون بأي دولة عربية شيء اسمه تنازل عن الحضانة مقابل الطلاق، لأن الزوجة من حقها تتنازل  فقط إن رغبت عن مؤخر الصداق أو بدل المتعة أو نفقة العدة مقابل  طلاقها (الخلع) لكن الحضانة حق لله تعالى للأم فلا  يجوز مطلقا  التنازل عنها  مقابل  الطلاق  ولا يسمع لهذا الكلام أو يلتفت  له  قانونا وشرعا. ثانيا: قد يستغل بعض الرجال جهل بعض الزوجات بالقوانين ويقنعها بذلك حتى تظهر أنها ترفض  حضانة الأبناء حتى  يطلقها ويحذرها ألا تقول ذلك أمام القاضي أو أنه أجبرها سرا  على التنازل، وتنفذ الزوجة المسكينة  طلبه هربا من جحيم الحياة معه،لكني أقول لمن  وقعت بهذا الأمر أن من حقك إعادة المطالبة بحضانة أبنائك والقضاء عادل تماما فسيظهر الحق ويعرف القضاء أنك أجبرت على ذلك وستعود إليك الحضانة في أغلب الأحوال. ثالثا: وأوجه الكلمة أيضا لكل زوج لعب تلك اللعبة الخبيثة وأقول له: بأي قلب وبأي منطق تحرم الأبناء من حضن أمهم لهم؟ أنت مشغول وستتزوج بزوجة أخرى لا محالة فلما تجعلها قد حرمت من حياة سعيدة معك ثم تحرمها اليوم حتى من أبنائها ؟ إن الظلم ظلمات يوم القيامة. رابعا: أيها الزوج إن كان هدفك من ضم الحضانة لك هو خوفك مما يترتب على الطلاق والحضانة من نفقات للمطلقة والأبناء فاجلس معها بالتوجيه الأسري وتفاهم على قدراتك المادية وستحل بينكما وديا لكن اللجوء للضغط عليها باعطائك الحضانة فهو طريق وعر ولا يعود بالخير عليكما ولا على الأبناء. صحيح أنك والدهم لكنها الأم التي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال:أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك. وصدقني ما من أب يجعلها لله ولا يحرم أم من أولادها إلا ويرزقه الله برزقهم قال تعالى (وإن يتفرقا يغن الله كل من سعته)"130- سورة  النساء" أخيرا: تمسكي أيتها الأم بحضانة أبنائك فالشرع معك والقانون معك والله فوق الجميع، واعلمي أن الأبناء لايجبرون على اختيار أحدكما أبدا فتمسكي بأبنائك وتعرفي على حقوقك حتى لا يكبر الأبناء ويقولون يوما ما: رفضت أمنا حضانتنا. فالحضانة لك وهي حق لله  تعالى فرضه للأم فلا يجوز التنازل عنه مقابل الطلاق . تقول المطلقة (ن): أجبرت على أن أرفض حضانة ابني حتى يطلقني فلما طلقني وصارت معها حضانة ابننا حرمني منه وسفره لبلد الأب وحرمني من سماع صوته والمرة الوحيدة التي سمعت صوتها قال لي: أنت فلانة باسمي دون أن يقول ماما ولما سألته قال: أنت لست ماما لأنك تركتيني ماما هي (فلانة) وذكر اسم زوجة الأب، التي أغلقت الخط بوجهي عندما بكيت لابني وأنا أشرح له أنني أمه الحقيقية وأنني أجبرت من أبيه على رفضي لحضانته، ومنذ 3 أشهر ابني في بلد وأنا ببلد أخرى والخطأ مني لأني فرطت في حضانته وأنا نادمة أشد الندم لكن طليقي أجبرني على ذلك. لكنني سأعود وأطالب بالحضانة لأن حسرة فراق ولدي أكبر حسرة.