مصرية تنشئ غرفة للصراخ لمن يعاني من الضغوطات
هل شعرت يوما ما برغبة في الصراخ، صراخ طويل ومدوي من الأعماق، هل قدت سيارتك مسافة طويلة لتصلي إلى مكان خال وتصرخي بعلو صوتك. أجل الصراخ أحيانا رغبة دفينة ولكنه أيضا طريقة علاجية تخفف الضغوط النفسي.
من هنا، ابتكرت بائعة الكتب المصرية هايدي رضوان غرفة يستطيع من خلالها الناس التخلص من الانفعالات الحادة والضغوط النفسية، بأن ألحقت غرفة خاصة بالصراخ في مكتبتها الصغيرة، التي تبيع فيها الكتب، بمدينة السادس من أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة غرب القاهرة.
ويكون إطلاق الصرخات المدوية أحيانا طريقة للتنفيس عن الضغط العصبي، الذي يتعرض له الإنسان يوميا، حيث أصبح العلاج عن طريق الصراخ ظاهرة شائعة في بعض الدول الغربية.
وفي ركن صغير، بمكتبة "باب الدنيا" خصصت غرفة مبطنة بمادة عازلة سوداء مانعة للصوت، لا تتعدى مساحتها 3 أمتار طولا، ومترين عرضا، لتكون ملاذا للباحثين عن الطريقة للتخلص من الطاقة السلبية. ومن بين شروط الدخول إلى "غرفة الصراخ" والتي حددتها إدارة المكان، منع دخول الموبايلات، ومنع أخذ صورة تذكارية داخل المكان إلا بإشراف المسؤولين، بالاضافة إلى عدم تجاوز 10 دقائق داخل الغرفة التي لا يمكن دخولها بشكل جماعي.
وخلال فترة وجيزة، حققت "غرفة الصراخ"، شهرة واسعة، في حين أن المكتبة، رغم مرور 3 أعوام على إنشائها، لم يشعر بوجودها أحد، وجاءت الغرفة الجديدة التي أضيفت إليها مؤخرا، لتجذب إليها الانتباه، ويأتي إليها المريدون أساسا لممارسة الصراخ، لكنهم أيضا قد يقرؤون الكتب ويتناولون القهوة ويسمعون الموسيقى أحيانا.
يذكر أن العديد من الدراسات أكدت أن الصراخ يخلص الإنسان من نوبات الغضب، وتقول الطبيبة النفسية جودي جيمس، إن الصراخ أداة دفاعية، تهدئ من نوبات الغضب، وتخفف من حدة الضغط النفسي، ونصحت من يعانون من مشكلات و ضغوط نفسية اللجوء إلى مكان هادئ ويغمضوا أعينهم، ثم يصرخوا لفترة قصيرة، وبعدها يستنشقون نفسا عميقا ويستريحون، وعندئذ سيشعرون بتحسن كبير.