التعليم بالقمامة: القليل من المال الكثير من المعرفة
حقق المهندس الهندي رفند جوبتا حلمه بتغيير مدينته إلى مكان أفضل بفكرة بسيطة كلفتها تقريلا صفر.
تتلخص مبادرة أرفند في استخدام القمامة والمخلفات في صناعة ألعاب بسيطة يتم من خلالها تدريس العلوم والرياضيات بشكل مختلف.
فعبر استخدام خامات ومواد بسيطة، كالتي قد تتواجد في أية سلة مهملات، يقوم الطلاب والمعلمون ببناء ألعاب متنوعة كل منها يشرح مفهوما علميا أو رياضيا بطريقة بسيطة وممتعة ومسلية. ويلخص أرفند فلسفته في جملة واحدة قائلا: "يستطيع أطفال المدارس تعلم العلوم بشكل جيد بقليل من المال والموارد".
صنع المهندس سيارات مسرعة وزوارق وطائرات وألعاب من الورق ومحركات ومولدات كهربائية ومضخات ونوافير وألعاب ورقية، كلها مفيدة في تعليم المواد العلمية الصعبة.
وصنع جوبتا هذه الألعاب من خامات من القمامة، كورق الجرائد وقصاصات الورق المقوى وإطارات الدراجات وأعواد الثقاب وأطباق الفلين وماصات الشرب وزجاجات البلاستيك الفارغة وأسلاك الكهرباء. وبهذا يصبح تدريس العلوم بالمدارس غير متطلبٍ تجهيزاتٍ باهظةَ الثمن من معامل وأدوات علمية مكلفة.
عبر عدة عقود قام أرفند بتطوير فكرته بشكل هائل، حيث عكف على تصميم وابتكار مئات من الألعاب العلمية والتي يمكن من خلالها تبسيط كافة فروع العلم الأساسية، كالفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات والهندسة.
ولم يكتف باختراع وتطوير تلك الألعاب المصنوعة من القمامة فقط، بل قام بإجراء عدد هائل من التجارب والأبحاث ليثبت فعالية ونجاح طريقته وفلسفته في تدريس العلوم والرياضيات.
إن طريقة أرفند تتواءم مع أفضل الطرق في التعليم والتدريس. فهي تعتمد بشكل أساسي على التعلم القائم على اللعب، فالأطفال يرون العملية التعليمية مجرد لعبة ممتعة مما يشجعهم على الانخراط في التعلم والتعلق به. كما أنها تعتمد على فكرة التعلم عن طريق الخبرة والممارسة، فالطلبة يقومون بصنع ألعابهم العلمية التعليمية بأيديهم، مما يعزز فهم المعلومة العلمية وتطبيقها مقارنة بالوسائل التقليدية المعتمدة على الحفظ والتلقين.
وقد وسع المهندس اختراعه من خلال تأسيس موقع يعرض فيه الأفكار والألعاب التي صنعها وهي بالمئات، http://arvindguptatoys.com/toys.html
لعل أحدا من العالم يرغب في الاستفادة من هذه الأفكار، وفي الحقيقة إن هذه المبادرة مهمة في بلاد كثيرة تعيش الحرب والفقر وعمالة الأطفال، إنها طريقة تعليمية مبتكرة وفاعلة وممتعة ومجانية. ما رأيك؟