إذا كان الإسلام قد شرع وأجاز التعدد - في ظروف وبشروط معينة- فإنه بالوقت ذاته أمر من جمع بين زوجتين بعدم تجريح زوجة على حساب زوجة، أو أن تهان واحدة لارضاء الأخرى أو أن يهجر واحدة لارضاء الثانية، ومما حذرنا منه الاسلام كذلك أن يمدح الزوج زوجته الغائبة أمام الزوجة الحاضرة لما يسببه ذلك من جروح عميقة بقلب الزوجة الحاضرة.     تقول صاحبة القصة اليوم: لما تزوج زوجي بالثانية صبرت ومما زادني صبرا أنه يبيت عندنا كل ليلة ويذهب إليها سويعات قليلة. وتضيف "لكني كنت أعاني نفسيا من مدحه لزوجته الثانية، حيث كان يقارن طعامها بطعامي ويمدح طعامها ويقول عندما تتصل به: مسكينة مشتاقة لي. وأرى أنها حنونة جدا، فيشتعل قلبي غيظا منه لأنه دوما يمدحها لدرجة أنه يذكرها بعد الانتهاء من علاقتنا الحميمية قائلا: هي مثلك تماما ما قصرت معي وتحاول ترضيني دوماً.   أمام هذا المدح تجد الزوجة نفسها في حالة من الغيظ والغضب والخصام وتقول "تعبت وعانيت كثيرا من عدم مبالاته لمشاعري وإذا عاتبته يقول: أنا لا أقصد تجريحك بل أتحدث عنها بحسن نية وليس بقصد مضايقتك".   سئمت كلامه عنها كرهت حياتي معه بسبب ذكره لها بالفخر والحب والمدح، وأعرف أنه يحبني بقوة لكني احترت معه وتساءلت: هل يستطيع قلب الرجل أن يتسع لاثنتين؟ هل يمكن أن يجمع حبين في قلبه؟ عموما لقد وصلت الآن لطلب الطلاق.   الجواب: الطلاق ليس حلا لمشكلتك لأنك تحبينه وبجنون وهو كذلك يحبك. ولكن من حقك ألا يمدح الزوجة الثانية أمامك حفاظا على مشاعرك، وحسن النية التي يدعيها الزوج ليس هذا موضعها وهي عذر غير مقبول بتاتا لأن الله كتب الغيرة على النساء كما يعرف كل رجل، نساء الرسل كن يغرن على أزواجهن ولا يوجد منطق ولا مبرر لمدح واحدة أمام الأخرى لأنه تجريح متعمد للأخرى.