ما وقع في عمليات التجميل: إعلاميات سعوديات يتحدثن
في تحقيق موسع حول الأخطاء الطبية في عمليات تجميل الأنف في السعودية، نشرته الصحيفة الزميلة "العربي الجديد"، مؤخراً، كشفت إعلاميات سعوديات عن حجم الضرر الذي لحق بهن لدى إجراء عمليات تجميلية للأنف في المملكة، ليكشفن بذلك عن ملفات الشكاوى التي تقدّم بها 1730 مريضاً لـ "الهيئة الصحية الشرعية" للتحقيق في أخطاء طبية جسيمة وقعت بعد عمليات تجميل داخل المملكة، من بينها 950 شكوى سببها عمليات تجميل الأنف.
ويؤكد الدكتور عبد الكريم ندا، وهو أحد أهم المتخصصين السعوديين في عمليات التجميل، على أن سبب هذا الكم من الأخطاء يكمن في استخدام أطباء التجميل في السعودية لأساليب قديمة عفى عليها الزمن في عمليات تجميل الأنف، وغياب الجهات التي تراقب وتحاسب، وكشف أنه يجري أسبوعيا معدل يزيد أو يقل عن 20 عملية إصلاح أخطاء، بمعدل يزيد على ألف عملية سنويا لإصلاح أخطاء زملائه من جراحي التجميل.
الإعلامية السعودية خلود عبدالله، في حديثها للصحيفة، كشفت عن الضرر الذي وقع بعد إجراء عملية تجميل للأنف لدى طبيب شهير في جدة، تقول "أزال الطبيب جزءاً من الغضروف الجانبي للأنف، وهو أمر لم يكن متفقاً عليه، عانيت من الجراحة لأكثر من عام، إذ تسببت في مشاكل صحية خطيرة بمجرى التنفس والجيوب الأنفية وفي نهاية الأمر دفعت 110 آلاف ريال (29 ألف دولار)، لعلاج الضرر الذي وقع، على الرغم من أن العملية الأساسية كلفتني 56 ألف ريال (نحو 15 ألف دولار)".
وبدورها لقيت الكاتبة والإعلامية السعودية منى المسيري الأمرّين وعانت من تشوهات خطيرة في الأنف والفك، بعد قص أطراف الأنف بشكل أكبر من المطلوب، إذ أزال الطبيب جزءاً أساسياً من الفك السفلي، الأمر الذي استغرق أربع سنوات بعد إجراء العملية من أجل إصلاح الضرر، والذي لم يختف تماماً، تقول المسيري "لا أعرف كيف ينال هؤلاء الأطباء زخماً إعلامياً كبيراً مع أن أخطاءهم توازي هذا الزخم، في تصوري هناك مشكلة في الرقابة، وزارة الصحة لا تقوم بعملها كما يجب".
وتشير الأرقام إلى أن 65% من الأخطاء في عمليات التجميل تكون في الأنف تحديداً، ولكن على الرغم من ذلك، تظل هذه الأخطاء مع كثرتها، أقل خطورة من الأخطاء الناتجة عن عمليات ربط المعدة، أو تحويرها، وهي عمليات باتت شائعة مؤخرا، فبحسب تقرير غير رسمي لمركز مكافحة السمنة (جمعية أهلية غير حكومية)، صدر في أغسطس/آب عام 2015، تتعرض نحو 34 سعودية لخطر الموت سنويا من أصل نحو 1300 ألف حالة تجري العملية ذاتها في كل عام، جراء مضاعفات غير متوقعة، لعمليات تحوير وتكميم وقص المعدة، فيما تبلغ نسبة المضاعفات غير المميتة أكثر من 13% من عمليات تخفيف السمنة، وهي تشمل عمليات تحوير وتكميم المعدة، البالون، وربط المعدة التي يزيد عددها عن 120 ألف عملية سنوياً، كلها تتم بدافع الحلم بالرشاقة.
لكن ورغم كل ما يقال عن أخطار عمليات التجميل والأخطاء الطبية في المملكة، لكن المرأة السعودية تقبل عليها بشكل كبير، ومعظمهن لا يقدرن على السفر لإجرائها خارج المملكة.
تقول الأرقام أن إنفاق المرأة السعودية على منتجات التجميل بصل إلى أربعة آلاف دولار سنويا، من دون الأخذ في الاعتبار قيمة ونفقات عمليات التجميل، بحسب تقرير أصدره المعرض السعودي للجمال Saudi Health and Beauty.
ووفقا للتقرير فإن حجم مبيعات تلك المواد في السعودية وصل لأكثر من ثمانية مليارات دولار في عام واحد، مع توقعات بأن ترتفع المبيعات بمقادر مليار دولار سنويا، بسبب إطلاق مراكز تجميلية جديدة في المدن الكبرى وتسويق ماركات عالمية جديدة، لكن التوسع في تجارة منتجات التجميل والهوس المنتشر بعمليات التجميل، كان على حساب الجودة، وكانت النتيجة أخطاء في عمليات التجميل أكبر من أن يتم علاجها.