يعد تكيس المبايض أحد اضطرابات الغدد الصماء الأكثر شيوعاً لدى النساء، كما أنه يعتبر واحداً من الأسباب الرئيسية لضعف الخصوبة لدى السيدات، وينتشر هذا المرض جداً بين النساء وتتفاوت نسبة الإصابة به من بلد إلى آخر والمعدل العام لنسبة الإصابة يتراوح من 5-10%.
ويمكن الاستدلال على تكيس المبايض من بعض الأعراض الظاهرية ولكن لابد من التأكد عن طريق الفحص الطبي، وتتمثل أضرار تكيس المبايض في تأخر الإنجاب ومقاومة الانسولين، وغالباً ما يرتبط بالسمنة والسكري وارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
الأعراض يعتبر ظهور شعر على الشفة العليا، وأحياناً على الذقن، أو في المناطق الطرفية في وجه المرأة في مرحلة الشباب، أول العلامات الدالة على تكيس المبايض. وينطبق ذلك أيضاً عندما يتجاوز نمو شعر العانة منطقة الأعضاء التناسلية إلى الفخذ والسرة، وعندما يضاف إلى هذه الأعراض أيضاً حب الشباب وزيادة الوزن والشعر الخفيف، فإن الوضع يزداد خطورة. وفي كثير من الحالات المصابة تحدث اضطرابات في فترات الحيض.
التشخيص أوصى الأطباء عند الاشتباه في الإصابة بمرض تكيس المبايض بإجراء فحص لدى أخصائي أمراض النساء، حيث يقوم الطبيب بإجراء تحليلاً للدم لتحديد مستويات الهرمونات في الجسم، بالإضافة إلى إجراء فحص للمبايض عن طريق الموجات فوق الصوتية.
أوضح الطبيب الألماني كريستيان ألبرينج أن الاشتباه في تكيس المبايض يتم تأكيده عندما يظهر بجانب التغيرات الهرمونية العديد من الأكياس الصغيرة على السطح الخارجي للمبيض.
الأضرار ومن المشاكل التي يسببها تكيس المبايض الحد من فعالية الهرمون المسؤول عن تحفيز نضج البويضات غير الناضجة داخل الحوصلة، وفي في نفس الوقت لا تتمكن المبايض من تحويل هورمون التستوستيرون المعروف بهرمون الذكورة، والذي تفرزه النساء أيضاً إلى هرمون الاستروجين، وهو ما يجعل هذه الهرمونات الذكورية تتراكم في الجسم.
وبالإضافة إلى ذلك فإن خلايا الجسم تظهر رد فعل أقل حساسية للأنسولين، فيما يعرف بمقاومة الأنسولين، ويعمل ذلك بدوره على تشجيع الجسم لإفراز المزيد من الأنسولين. وتكمن المشكلة هنا في أن الأنسولين يعزز من إفراز الهرمونات الذكورية، وفي الوقت نفسه يعمل على تخزين الطاقة المستمدة من الطعام في مخازن الدهون بدلاً من حرقها، وهو ما يؤدي في أغلب الأحيان إلى زيادة الوزن.
وعادةً ما تتفاقم الحالة المرضية إذا لم يتم علاج تكيس المبايض، فمع مرور الوقت قد لا يقتصر الأمر على ظهور مشكلات في الحمل فقط، بل قد يسوء الأمر ويصل إلى حد الإصابة بمرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية أو الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في وقت لاحق.
العلاج أوضح البروفيسور رودولف سويفرت أن طرق العلاج تختلف حسب الحالة المرضية، كما أنها تتعلق برغبة المريضة في إنجاب الأطفال من عدمه. وأضاف رئيس قسم أمراض النساء والغدد الصماء والطب التناسلي بالمستشفى الجامعي بمدينة ماينز الألمانية، أنه في حالة زيادة العديد من الكيلوغرامات في الوزن، فإن الأمر سيتطلب خفض الوزن، ولكنه ليس بالأمر السهل في الكثير من الأحيان.
وبالإضافة إلى ضرورة إنقاص الوزن مع ممارسة النشاط البدني يوجد العلاج الهرموني كأحد الطرق في علاج تكيس المبايض، وهناك الأدوية المباشرة أيضاً المضادة لمقاومة الأنسولين وزيادة الهرمونات الذكورية.
للمزيد: