الحياة والزواج لا تقوم إلا على الحب،وكما قالوا: (ومن الحب ما قتل) فنقول: (ومن الحب ما ضر من يحب)، فالحب مثل الطعام الحلو لكنك لو أكثرت منه لضرك ولو تكرر نفس النوع من الطعام أو الفاكهة يوميا لمللت ولذلك فالحب ليدوم ويثمر لا بد أن يعطى بمقدار وبحساب. هناك قصص كثيرة لأشخاص أفرطوا كثيرا في حب الطرف الأخر وارضائه والالتصاق به وسؤاله واحتوائه، لكن النتيجة عند الطرف الآخر كانت الرغبة في البعد والشعور بالاختناق. تقول الزوجة: أغرقت زوجي بحبي له لدرجة أنني كنت أمنعه من الخروج ليظل معي، كان فرحا بالبداية وبعد أقل من سنة انقلب وظل يطلب مني الابتعاد والصمت بين يديه وبدأت أشعر كأني في سجن، وأصبح حبي له نقمة، وبدأ الابتعاد، وأحياناً يقول أنا مليت منك ومن حبك؟ وسؤالي: هل أنا مخطئة في حبه بزيادة؟ الجواب: نعم مخطئة لأن زوجك من النوع الذي يمل، ثم لماذا تفرطي بحبك له، قللي الجرعات وسيجري هو وراءك ويبحث عنك. لا يصح أن يكون الحب طوقاً يخنق به الطرف الثاني، جوعي الزوج حبا فسيطلب هو المزيد كمن يحس بالجوع فيطلب الطعام والغذاء. اجعليه يظمأ لحبك فعندما سيعطش فسيطلب الحب أكثر ليرتوي كمن يطلب الماء عندما يشتد عطشه. ولا يعني كلامي أبدا اهمال الحبيب تماما بل أعني الحرص على ألا يمل منك، وليس حبس الزوج بالبيت دليل حب ولا ظاهرة صحية بل هو ظاهرة مرضية . اتركي لزوجك مساحة لأهله ولأصدقائه ولخصوصياته وللخلوة أحيانا مع نفسه، فهذه المساحة ستجعله يشتاق إليك وإن لم تفعلي فلا تلومن إلا نفسك إذا هرب منك. وأنت  كذلك أيها الزوج لا تكبت على نفس زوجتك وتظل أمامها24 ساعة بل أعطها مساحة للتنفيث والاسترخاء حتى تشتاق إليك. وتذكروا أن الحب مثل الزرع لو أغرقته بالماء لمات وانتهى أمره، لكنك إن سقيته بمقدار وحد معين لكبر وترعرع وأثمر.