الفرق بين كلام الحب وأفعال المُحب
قد يجتمع الناس من حولك وقت الصحة وقت الغنى لكن قلما يجتمعون إليك إن فقدت مالك أو صحتك أو منصبك، لأنها علاقات وحب مبنى على المصلحة فإذا انقضت أعطاك الكل ظهره وهرب وقت الشدة.
أما الذي يحبك لذاتك لشخصك لكينونتك فلن يتخلى عنك بوقت الشدة ولا فارق عنده بين كونك غنيا أو فقيرا، سليما أو مريضا، ستراه حولك بكل وقت ولا ينساك مهما نسيك الجميع. وهذا مؤشر خطير وهام يقاس به وجود الحب من عدمه وقوته من ضعفه.
أيتها الزوجة الكريمة:
إذا وجدت شريك الحياة يفزع لمرضك ويترك كل ما في يده ليهرع بك للطبيب ليطمئن على صحتك فاعلمي أنه يحبك.
وإذا أمطرك أثناء تعبك ومرضك بأمطار الاحتواء والاحتضان والدعاء لك بالشفاء وتمنى لو حمل السقم والمرض عنك ولم يسترح له بال حتى أعطاك الدواء فاعلمي أن هذا الزوج يحبك.
وإذا رأيته يسعد لقيامك سالمة من مرضك ولا يتمنى لك إلا كل خير ويحنو عليك فاعلمي أنه يحبك.
إذا رأى دمعتك يوما فمسحها بيديه ولم يستهزأ بها وضم رأسك لصدره ماسحا بكفيه على ظهرك وكأنها المطر يغسل الأجواء لتعود صافية نقية فاعلمي أنه يحبك.
إذا حمل الرضيع عنك ليلا لتنالي قسطا من النوم فلما بكى رضيعكما جهز له الحليب وغسل ثيابه حتى نام مطمئنا ثم وضعه بهدوء بجوارك لكي لا يزعجك فاعلمي أن هذا الزوج يحبك.
وإذا زارك أبويك وذويك فرحب وأكرمهم إجلالا لك فاعلمي أنه يحبك.
وإذا حزن لسفرك وفرح لقدومك وشعر بأن البيت بدونك لا طعم فيها ولا حياة فاعلمي أنه يحبك.
وأما إن رأيت يا حواء عكس ما ذكرته لك فقولي له: اذهب وتعلم الحب معنى الحب من جديد فالحب بين الزوجين ليس أقوال بل هو أفعال ومواقف وأحاسيس.