دراسة: التلفون يواسي صاحبته في الفترات الصعبة!
لم يعد الموبايل أو السمارت فون مجرد جهاز تردين به على الاتصالات التي تردك أو تتصلين بمن تريدين، لقد أصبح صديقاً، يخطط يومك، ويجعلك على الخريطة بالنسبة لملايين المستخدمين في تويتر أو فيسبوك أو انستغرام أو غيره. إذا لم يكن لديك سمارت فون فأنت لست ضمن هذا العالم الكبير والذي يزيد أهمية يوماً بعد يوم.
ومن جهة أخرى، فالإنسان يرى أن الأشياء التي يمتلكها جديرة بالاعتماد عليها والثقة فيها تماماً؛ إذ يتحكم فيها الإنسان بشكل تام؛ فيُمكنه مثلاً أخذها في الوقت الذي يحتاجها خلاله، ويُمكنه تركها وقتما تنتهي حاجته هذه.
هذا ما أظهرته نتائج دراسة حديثة أجراها علماء نفس أميركيون، حيث توصل الباحثون إلى أن الإنسان يبحث عن المواساة والمؤازرة في بعض الأشياء التي يمتلكها؛ فحينئذٍ يُصبح الهاتف الجوال مثلاً بمثابة أقرب صديق بالنسبة له.
وأرجعت الدراسة الأميركية سبب اتخاذ الإنسان لمثل هذا السلوك إلى افتقاده لمقوّمات الأمان في الأشخاص المحيطين به، مما يجعله يبحث عن مصدر آخر للأمان والمواساة يُمكنه الاعتماد عليه في أي وقت.
وخلال هذه الدراسة أجرى الباحثون مجموعة من التجارب، قسّموا خلالها الأشخاص المشاركين في الدراسة إلى مجموعتين. وخلال إحدى التجارب، قاموا بتكليف المشاركين في المجموعة الأولى بالكتابة عن أحد الأحداث العصيبة التي عايشوها، ولم يساعدهم خلالها أي من أصدقائهم المقربين. بينما طلبوا من المشاركين في المجموعة الثانية وصف تجربة إيجابية مع أحد الأشخاص المقربين إليهم.
وبعد ذلك، أسند هؤلاء العلماء مهمة أخرى إلى جميع المشاركين، وهي تأييد بعض العبارات أو رفضها، مثل :"طالما أشعر بجرح عميق، إذا ما اضطررت إلى التخلي عن ممتلكاتي الشخصية لبضعة أيام"، أو "عادةً ما أحب أن تكون جميع ممتلكاتي في حوزتي على الدوام".