إحذري من أن يخيّم البيت الصامت على أطفالك
الأسرة بلا ثرثرة حول أي شيء هي أسرة تفتقر إلى شيء يحتاجه الطفل؛ التواصل حرية الكلام العلاقة العاطفية القوية المرح. وهذه الأمور حين تغيب من حياة الطفل تسبب له الاضطراب وربما تسبب لبعض الأطفال الاكتئاب الذي لا ينتبه إليه الكبار عادة.
يحب الأطفال الثرثرة وهي تنمي قدرتهم على الكلام والتعبير عن أنفسهم والتفكير وتساعدهم على الشعور بالراحة في البيت. لكن الحياة النفسية للآباء تخيم على الأبناء مثل شبح وتنتقل إليهم، وهي من أكثر الأسباب تأثيرا على مشاعر الطفل سواء بالسلب أو الإيجاب، وفي حالة التجهم والنكد والكلام بحساب فإنها تجعله يصبح أكثر حزنا وحساسية وتضعف شخصيته الاجتماعية وتجعله يميل إلى الانطوائية.
وكشفت دراسة بريطانية أن المنزل الصامت الذي يخلو من الثرثرة والضجيج والاستماع إلى الموسيقى، يلعب دورا كبيرا في إصابة الأطفال بمرض الاكتئاب، وأثبتت تأثير البيوت الصامتة على عرقلة النمو النفسي لديهم.
وقالت الدراسة إن الاستماع إلى الموسيقى داخل المنزل بصوت عال يعدّ أمرا حيويا للشعور بإحساس التلاحم بين أفراد الأسرة، وإضفاء أجواء من التناغم والصفاء في ما بينهم، إلا أن هدوء الأبوين يجعل الأبناء يقضون وقتا أكثر في هدوء تام أمام التلفزيون أو استخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا هو الوضع المريح دائما بالنسبة للآباء، ولكن بعد هذه الدراسة ينبغي على الأبوين مراجعة نفسيهما، حيث تؤكد الدراسة أن ذلك يسبب الاكتئاب للأطفال ويحدّ من قدراتهم الإبداعية.
وأكد خبير الذهن، بركمان أوليفر، الذي ساهم في إعداد الدراسة، أن بقاء الطفل أكثر في عزلة أمام الجهاز من المحتمل أن يقلل إبداعه.
وتم تسليط الضوء على بعض الحالات التي ارتبطت بضعف مستوى الأداء المدرسي والافتقار للإبداع والسلوك الإدماني، وحذر الخبراء من إمكانية أن تؤدي ندرة التحدث وقضاء المزيد من الوقت أمام الكمبيوتر أو التلفاز إلى الاكتئاب والقلق.