ربما سمعت بتعبير "عقدة الوسط"، وهو يستخدم للتعبير عن مشاكل الأبناء الذين يتوسطون إخوتهم في الترتيب، وهي عقدة حقيقية لها علاقة بما يتلقاه الأبناء من إشارات لاواعية وواعية من الأبوين من ناحية العناية والاهتمام والرعاية. كما لا بد وأنك سمعت بتعبير "آخر العنقود سكر معقود" وهو يدل على أن الطفل الأصغر يحظى بكل الدلال والاهتمام. ولا تنسي تعبير "الابن البكر" أو "أول فرحتي" ويدل أيضاً على الطاقة المبذولة في رعاية الابن الأول، وعلى الأخطاء التي يرتكبها الأبوان وهم يتعلمون التربية ورعاية إنسان صغير لأول مرة وتأهيله للحياة والمجتمع. وتشير الدراسات المختلفة في علم النفس والتربية والاجتماع، إلى أن شخصية الابن تتأثر بشكل واضح بترتيبه بين الأبناء، لذلك لا بد من التنبه للممارسات الأبوية التي تؤدي إلى هذا التأثير. وقد وجدت دراسة أميركية حديثة أن الطفل الأكبر عادة ما تعتمد عليه الأسرة بشكل كبير باعتباره هو "البكر"، فهو شخص موثوق فيه ومجتهد في عمله، حيث أجريت الدراسة على 377 ألف طالب واكتشف الباحثون أن الطفل الأكبر يتميز بمعدل أعلى من الذكاء عن باقي إخوته، كما أنه يشترك في صفات الابن الأكبر من الأسر الأخرى عن اشتراكه في صفات مع إخوته وغالبا ما يكون متفوقا في الدراسة والتعليم. أما الابن الأوسط فقد أشارت الدراسة إلى أنه يكون أكثر مرونة وصفات تنافسية وحب استطلاع وأكثر تعاونا عن باقي إخوته ويكون أكثر عدلا وإنصافا حيث وجد أن حوالي 70 بالمئة من الشخصيات القيادية في العالم كانوا في المرتبة الوسطى بين إخوتهم، وهذا يدل على النزعة القيادية والمهارات الخاصة التي تتميز بها شخصية الابن الأوسط والتي تؤهله لشغل مناصب قيادية ترتبط بالسلطة. أما الأخ الأصغر فهو عادة ما يأتي بعد أن يكبر الإخوة ويكونون أكثر إدراكا وتفهما للأمور لذلك لا يركزون في كل تفصيلة مثلما كانوا يفعلون مع إخوتهم الأكبر سنا، وهو يتميز بأنه شخص جذاب يلفت الأنظار كما أنه محبوب بين الجميع، ويحصل على قدر كبير من الحرية عن باقي إخوته وتكون لديه حرية استقلالية في حياته وقد يشترك مع أخيه الأكبر في بعض الصفات لأن الأسرة أعطته نفس الاهتمام الذي أخذه الابن الأكبر، فهو يكون محل اهتمام جميع أفراد الأسرة وهو الأمر الذي يشعره بالأمان.