وجود الحب قد يحل بعض خلافاتنا الزوجية لكن وجود الاحترام كفيل بحل كل الخلافات الزوجية، والاحترام يقدر على ايجاد الحب وقلة الاحترام تقتل الحب، وتجعل شركاء الحياة يكرهون الحياة ويكرهون الزواج.
فالزوج الذي يهين زوجته والزوجة التي تحقر زوجها وتقلل من شأنه لا يذوقون طعم السعادة.
وسؤالنا بداية: لماذا نريد الاحترام؟
والجواب في ثلاثة نقاط:
- نريد الاحترام لأنه فطرة ربانية وحاجة نفسية يحتاج إليها كل منا؛ فالله خلقنا بالفطرة نحب ونجالس من يحترمنا، مما يفسر هروب بعض الأزواج أو الزوجات خارج البيت وقضاء الساعات مع الأهل والأصدقاء لأنه يشعر أن زوجته لا تحترمه وأن زوجها لا يحترمها.
- نريد الاحترام أيضا لأنه دليل التقدير والاهتمام، فكل منا يحب أن الناس تهتم به ويهتم بهم.
- ونريد الاحترام لأنه دليل الحب؛ فعندما تحترمني زوجتي وأنا أحترمها فمعنى ذلك أننا نحب بعضنا ونقدر بعضنا.
والتساؤل الثاني الذي يشغل بال الكثيرين هو
: كيف أعرف أن شريك الحياة يحترمني؟
في الحقيقة هناك علامات نعرف بها ذلك ومنها:
- النظر أثناء الحديث والاستماع الجيد للطرف الآخر؛ فالزوج المشغول عن زوجته أثناء تحدثها إليه ولا يستمع لها ولا ينظر ناحيتها هو زوج لا يحترم زوجته، مثل من ينشغل بالموبايل أو التلفاز أو الجريدة أثناء تحدثها إليه.
- الاستجابة لمشاعر الطرف الثاني؛ بمعنى عدم الفرح وقت حزن الزوج أو الحزن والنكد وقت فرح الزوجة، فالزوج الذي يشارك زوجته المشاعر في الفرح وفي الحزن هو زوج يحترمها، ولا يكون من باب الاحترام أن تملأ الزوجة البيت بالضحكات والنكت وزوجها حزين مهموم.
- الدفاع عن الطرف الثاني؛ بمعنى أن الزوج مثلا الذي يكون في عزومة عند أهله ويسمع تجريح على زوجته من أخته أو أخيه أو والدته يجب أن يدافع عن زوجته، لا نقول أن يخسر أهله لكن يحاول حل المشكلة وألا يسكت على اهانة زوجته فهذا من باب احترام وكذلك الزوجة التي يهان زوجها من أهله أو أهلها ولا تدافع عنه في حضوره أو في غيابه هي زوجة لا تحترم زوجها.
إن الاحترام للزوج يتطلب شيئين في غاية الأهمية وهما الطاعة والاستئذان، فلا يعقل مؤسسة بغير قائد يطاع، وبما أن الزوج هو القائد وله القوامة، فيجب على الزوجة طاعته إلا فيما حرمه الله تعالى.
والاستئذان كذلك؛ فمن حق الزوج ألا تخرج زوجته لأي مكان إلا بإذنه إلا إذا كان قد أعطاها الزوج إذنا مفتوحا فكل أسرة لها قواعدها في التعامل، ومن لا تستأذن زوجها هي زوجة لا تحترم زوجها.
والشرع أمر الزوجة بألا تصوم النوافل إلا بإذن زوجها، ولا تدخل بيته من يكره ولا تأخذ من ماله إلا بعلمه.
وأما الزوج فهناك أمران في غاية الأهمية يجب ان يحترم الزوج فيهما زوجته وهما :
- حقها في الاحترام في التحاور وتقدير المشاعر؛ حيث لا يحقرها ولا يهينها ولا يستهزأ بمشاعرها أو رأيها مهما كان مستوى تفكيرها أو تعليمها ثم الأمر الثاني:
- حقها بالنفقة؛ فمن لا يكفي زوجته وأسرته حقهم بالإنفاق هو زوج لا يحترم زوجته ويدخل في ذلك أيضا عدم إذلالها بالنفقة أو معاقبتها بها لأي سبب كان،فالإنفاق وتقدير المشاعر والتحاور من أهم علامات احترامك لزوجتك.
وأخيرا إياكم وتهميش شريك الحياة لأن التهميش في الأراء والقرارات هو أبضا دليل عدم الاحترام.
لا داعي للمفاهيم المغلوطة عند بعض الرجال والنساء كمن يقول أنا لن أحترمها أكثر حتى لا تغتر وتتعالى على، لأن الرجل منا يتعامل كما كان القدوة صلى الله عليه وسلم يتعامل بالاحترام لزوجاته وهو القائل:" خيركم خيركم لأهله" .
ومن المفاهيم الخاطئة عند الزوجات أن تقول: "طالما ان زوجي لا يحترمني أنا لن أحترمه" فذاك مفهوم مغلوط، لأننا نتعامل مع الطرف الأخر بأخلاقنا نحن وليس بأخلاقه هو.